الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
ذكر الأدلة الواضحة من الأثر عن المصطفى صلى الله عليه وسلم ببيان ما تقدم والفرق بين القول والعلم والإرادة والفعل

546 - أخبرنا عثمان بن أحمد بن هارون التنيسي، حدثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم. /ح وأخبرنا أحمد بن سليمان بن أيوب، وعلي بن إبراهيم بن يعقوب بدمشق، قالا: حدثنا أبو زرعة الدمشقي، قال: حدثنا أبو مسهر عبد العلي بن مسهر، حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله، أنه قال:

يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته محرما فيما بينكم، فلا تظالموا، يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب ولا أبالي، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي، كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي، كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وجنكم وإنسكم، وحيكم وميتكم، كانوا على أتقى قلب رجل لم يزد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم [ ص: 130 ] وجنكم، كانوا على أفجر قلب رجل منكم لم ينقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم اجتمعوا في صعيد واحد، فسألوني فأعطيت كل إنسان منهم ما سأل لم ينقص ذلك من ملكي شيئا، إلا كما ينقص البحر أن يغمس فيه المخيط غمسة واحدة، يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحفظها عليكم، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه.

قال: وكان أبو إدريس إذا حدث هذا الحديث جثى على ركبتيه.

رواه مروان بن محمد وغيره، عن سعيد، ورواه قتادة، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن أبي ذر، إلى قوله: كما ينقص المخيط، وروي عن ابن غنم، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، وزاد فيه: إني جواد ماجد، عطائي كلام، وعذابي كلام، وإذا أردت أمرا فإنما أقول له: كن فيكون.

547 - أخبرنا خيثمة، حدثنا هلال بن العلاء، حدثنا أبي، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن سيار أبي الحكم، عن ابن غنم بهذا.

التالي السابق


الخدمات العلمية