الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ عثث ]

                                                          عثث : العثة والعثة : المرأة المحقورة الخاملة ، ضاوية كانت أو غير ضاوية وجمعها عثاث ، ويقال للمرأة البذية : ما هي إلا عثة ، وقال بعضهم : امرأة عثة بالفتح ضئيلة الجسم ، ورجل عث قال يصف امرأة جسيمة :


                                                          عميمة ضاحي الجلد ليست بعثة ولا دفنس يطبي الكلاب خمارها



                                                          الدفنس : البلهاء الرعناء ، وقوله يطبي الكلاب خمارها : يريد أنها لا تتوقى على خمارها من الدسم فهو زهم فإذا طرحته طبى الكلاب برائحته ، والعثاث : الأفاعي التي يأكل بعضها بعضا في الجدب ، ويقال للحية : العثاء والنكزاء ، وعثته الحية عثه عثا : نفخته ولم تنهشه فسقط لذلك شعره ، والعثاث : رفع الصوت بالغناء والترنم فيه ، وعاث في غنائه معاثة وعثاثا وعثث : رجع وكذلك القوس المرنة قال كثير يصف قوسا :


                                                          هتوفا إذا ذاقها النازعون     سمعت لها بعد حبض عثاثا



                                                          وقال بعضهم : هو شبه ترنم الطست إذا ضرب ، وعثه يعثه عثا : رد عليه الكلام أو وبخه به كعته ، ويقال أطعمني سويقا حثا وعثا إذا كان غير ملتوت بدسم ، والعثة : السوسة أو الأرضة التي تلحس الصوف والجمع عث وعثث ، وعثت الصوف والثوب تعثه عثا : أكلته ، وعث الصوف : أكله العث ، والعث : دويبة تأكل الجلود ، وقيل : هي دويبة تعلق الإهاب فتأكله هذا قول ابن الأعرابي وأنشد :


                                                          تصيد شبان الرجال بفاحم     غداف وتصطادين عثا وجدجدا



                                                          والجدجد أيضا : دويبة تعلق الإهاب فتأكله ، وقال ابن دريد : العث بغير هاء : دواب تقع في الصوف فدل على أن العث جمع وقد يجوز أن يعني بالعث الواحد وعبر عنه بالدواب ; لأنه جنس معناه الجمع وإن كان لفظه واحدا .

                                                          وسئل أعرابي عن ابنه ، فقال : أعطيه كل يوم من مالي دانقا وإنه فيه لأسرع من العث في الصوف في الصيف ، والعثعث : ظهر الكثيب الذي لا نبات فيه ، والعثعثة : اللين من الأرض ، وقيل : العثعث الكثيب السهل أنبت أو لم ينبت ، وقيل : هو الذي لا ينبت خاصة ، والأول الصحيح لقول القطامي :


                                                          كأنها بيضة غراء خد لها     في عثعث ينبت الحوذان والعذما



                                                          ورواية أبي حنيفة : خط لها ، وقيل : هو رمل صعب توحل فيه [ ص: 33 ] الرجل ، فإن كان حارا أحرق الخف ، يعني خف البعير والجمع : العثاعث ، قال رؤبة :


                                                          أقفرت الوعساء والعثاعث



                                                          قال أبو حنيفة : العثعث من مكارم المنابت ، والعثعث أيضا : التراب ، وعثعثه : ألقاه في العثعث ، وعثعث الرجل بالمكان : أقام به ، ويقال : عثعث متاعه وحثحثه وبثبثه إذا بذره وفرقه ، وعثعث متاعه : حركه ، والعثعث : الفساد ، والعثعث : الشدائد ، وفي الحديث : ذكر لعلي - عليه السلام - زمان ، فقال : ذاك زمان العثاعث ، أي : الشدائد من العثعثة والإفساد ، وفي المثل : عثيثة تقرم جلدا أملسا ، وفي حديث الأحنف : بلغه أن رجلا يغتابه ، فقال : عثيثة تقرض جلدا أملسا ، عثيثة : تصغير عثة وهي دويبة تلحس الثياب والصوف وأكثر ما تكون في الصوف والجمع : عثث يضرب مثلا للرجل يجتهد أن يؤثر في الشيء فلا يقدر عليه ويروى : تقرم بالميم وهو بمعنى تقرض ، وربما قيل : للعجوز : عثة ، وفلان عث مال كما يقال : إزاء مال ، وفي النوادر : تعاثثت فلانا وتعاللته ، ويقال : اعتثه عرق سوء واغتثه إذا تعقله عن بلوغ الخير والشرف ، وبالمدينة جبل يقال له : عثعث ، ويقال له أيضا : سليع تصغير سلع ، وعثعث : اسم ، وبنو عثعث : بطن من خثعم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية