الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا [ 94 ]

                                                                                                                                                                                                                                        ويقرأ : ( فتثبتوا ) و " تبينوا " في هذا أوكد ؛ لأن الإنسان قد يتثبت ولا يتبين ، وفي " إذا " معنى الشرط ، وقد يجازى بها كما قال :


                                                                                                                                                                                                                                        وإذا تصبك خصاصة فتجمل



                                                                                                                                                                                                                                        والجيد أن لا يجازي بها ، كما قال :

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 482 ]

                                                                                                                                                                                                                                        والنفس راغبة إذا رغبتها     وإذا ترد إلى قليل تقنع



                                                                                                                                                                                                                                        ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا هكذا قرأ ابن عباس ، وأبو عبد الرحمن ، وأبو عمرو بن العلاء ، وعاصم الجحدري . والحديث يدل على ذلك لأنه يروى أن مرداسا الفدكي مر بغالب فقال : " السلام عليكم " ، فقام إليه غالب فقتله وأخذ ماله ، فأنزل الله - جل وعز - : ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا ومن جيد ما قيل فيه : ما رواه سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن عطاء ، عن ابن عباس قال : مر المسلمون برجل في غنمه ، فقال : " سلام عليكم " ، فقتلوه وأخذوا غنمه ، فنزلت : ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا هكذا الحديث بالألف . وقرأ أهل الحرمين ، وأهل الكوفة : ( لمن ألقى إليكم السلم ) وذلك جائز لأنه إذا سلم فقد ألقى السلم ، والعرب تقول : ألقى فلان إلي السلم ؛ أي انقاد واستسلم . وقال الله - جل وعز - : " وألقوا إلى الله يومئذ السلم " ، وقرأ أبو رجاء : ( ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم ) بكسر السين وإسكان اللام ، وقرأ أبو جعفر : ( لست مؤمنا ) . فعند الله مغانم كثيرة لم تنصرف لأنها جمع لا [ ص: 483 ] نظير له في الواحد . كذلك الكاف في موضع نصب .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية