الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء سيجزيهم وصفهم إنه حكيم عليم

                                                                                                                                                                                                كانوا يقولون في أجنة البحائر والسوائب : ما ولد منها حيا فهو خالص للذكور ، لا تأكل منه الإناث ، وما ولد منها ميتا اشترك فيه الذكور والإناث ، وأنث ، "خالصة" : للحمل على المعنى ; لأن "ما" في معنى الأجنة وذكر "محرم" : للحمل على اللفظ ; ونظيره : ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك [محمد : 16] ، ويجوز أن تكون التاء للمبالغة مثلها في رواية الشعر ، وأن تكون مصدرا وقع موقع الخالص ، كالعاقبة ، أي : ذو خالصة ; ويدل عليه قراءة من قرأ : "خالصة" بالنصب ، على أن قوله : "لذكورنا" : هو الخبر ، وخالصة : مصدر مؤكد ، ولا يجوز أن يكون حالا متقدمة ; لأن المجرور لا يتقدم عليه حاله ، وقرأ ابن عباس : "خالصة" على الإضافة ، وفي مصحف عبد الله : "خالص" وإن يكن ميتة : وإن يكن ما في بطونها ميتة .

                                                                                                                                                                                                وقرئ : "وإن تكن" ، بالتأنيث ، على : وإن تكن الأجنة ميتة .

                                                                                                                                                                                                وقرأ أهل مكة : "وإن تكن ميتة" بالتأنيث ، والرفع على كان التامة ، وتذكير الضمير في قوله : فهم فيه شركاء ; لأن الميتة لكل ميت ذكر أو أنثى ; فكأنه قيل : "وإن يكن ميت فهم فيه شركاء" سيجزيهم وصفهم أي : جزاء وصفهم الكذب على الله في التحليل والتحريم من قوله تعالى : لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام [النحل : 116] .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية