الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في تحذير فتنة النساء

                                                                                                          2780 حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما تركت بعدي في الناس فتنة أضر على الرجال من النساء قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد روى هذا الحديث غير واحد من الثقات عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكروا فيه عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ولا نعلم أحدا قال عن أسامة بن زيد وسعيد بن زيد غير المعتمر وفي الباب عن أبي سعيد حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه [ ص: 53 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 53 ] قوله : ( عن أبيه ) هو سليمان بن طرخان ( عن أبي عثمان ) النهدي .

                                                                                                          قوله : ( ما تركت بعدي ) أي ما أترك ، وعبر بالماضي لتحقق الموت ( فتنة ) أي امتحانا وبلية ( أضر على الرجال من النساء ) لأن الطباع كثيرا تميل إليهن وتقع في الحرام لأجلهن وتسعى للقتال والعداوة بسببهن ، وأقل ذلك أن ترغبه في الدنيا ، وأي فساد أضر من هذا ؟ وإنما قال بعدي : لأن كونهن فتنة أضر ظهرت بعده . قال الحافظ في الحديث : إن الفتنة بالنساء أشد من الفتنة بغيرهن ، ويشهد له قوله تعالى : زين للناس حب الشهوات من النساء فجعلهن من عين الشهوات وبدأ بهن قبل بقية الأنواع إشارة إلى أنهن الأصل في ذلك ، وقد قال بعض الحكماء : النساء شر كلهن وأشر ما فيهن عدم الاستغناء عنهن ، ومع أنها ناقصة العقل والدين ، تحمل الرجل على تعاطي ما فيه نقص العقل والدين كشغله عن طلب أمور الدين ، وحمله على التهالك على طلب الدنيا وذلك أشد الفساد . انتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه البخاري في النكاح ومسلم في آخر الدعوات والنسائي في عشرة النساء وابن ماجه في الفتن .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن أبي سعيد ) أخرجه مسلم عنه قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فسينظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء .




                                                                                                          الخدمات العلمية