الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ بطأ ]

                                                          بطأ : البطء : والإبطاء : نقيض الإسراع . تقول منه : بطؤ مجيئك وبطؤ في مشيه يبطؤ بطأ وبطاء ، وأبطأ ، وتباطأ ، وهو بطيء ، ولا تقل : أبطيت ، والجمع بطاء ، قال زهير :


                                                          فضل الجياد على الخيل البطاء ، فلا يعطي بذلك ممنونا ولا نزقا .



                                                          ومنها الإبطاء والتباطؤ . وقد استبطأ وأبطأ الرجل : إذا كانت دوابه بطاء ، وكذلك أبطأ القوم : إذا كانت دوابهم بطاء . وفي الحديث : " من بطأ به عمله لم ينفعه نسبه " ، أي من أخره عمله السيء أو تفريطه في العمل الصالح لم ينفعه في الآخرة شرف النسب . وأبطأ عليه الأمر : تأخر . وبطأ عليه بالأمر وأبطأ به ، كلاهما : أخره . وبطأ فلان بفلان : إذا ثبطه عن أمر عزم عليه . وما أبطأ بك وبطأ بك عنا ، بمعنى ، أي ما أبطأ . . . وتباطأ الرجل في مسيره . وقول لبيد :


                                                          وهم العشيرة أن يبطئ حاسد     أو أن يلوم ، مع العدا ، لوامها .



                                                          فسره ابن الأعرابي فقال : يعني أن يحث العدو على مساويهم ، كأن هذا الحاسد لم يقنع بعيبه لهؤلاء حتى حث . وبطآن ما يكون ذلك وبطآن أي بطؤ ، جعلوه اسما للفعل كسرعان . وبطآن ذا خروجا : أي بطؤ ذا خروجا ، جعلت الفتحة التي في بطؤ على نون بطآن حين أدت عنه ليكون علما لها ، ونقلت ضمة الطاء إلى الباء . وإنما صح فيه النقل ; لأن معناه التعجب : أي ما أبطأه . الليث : وباطئة اسم مجهول أصله . قال أبو منصور : الباطئة : الناجود . قال : ولا أدري أمعرب أم عربي ، وهو الذي يجعل فيه الشراب ، وجمعه البواطئ ، وقد جاء ذلك في أشعارهم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية