الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا ؛ قيل في مفروضا إن معناه : مؤقت؛ وجاء في بعض التفسير : من كل ألف واحد لله؛ وسائرهم لإبليس. [ ص: 109 ] ومعنى مفروضا - والله أعلم - : أي : أفترضه على نفسي؛ وأصل " الفرض " ؛ في اللغة : القطع؛ و " الفرضة " : الثلمة تكون في النهر؛ يقال : " سقاها بالفراض؛ وبالفرض " ؛ و " الفرض " : الحز الذي يكون في المسواك؛ يشد فيه الخيط؛ والفرض في القوس : الحز الذي يشد فيه الوتر؛ والفريضة في سائر ما افترض : ما أمر الله به العباد؛ فجعله أمرا حتما عليهم؛ قاطعا؛ وكذلك قوله : وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم ؛ أي : جعلتم لهن قطعة من المال؛ و " قد فرضت الرجل " ؛ جعلت له قطعة من مال الفيء؛ فأما قول الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                        إذا أكلت سمكا وفرضا ... ذهبت طولا وذهبت عرضا



                                                                                                                                                                                                                                        فالفرض ههنا : التمر؛ وإنما سمي التمر " فرضا " ؛ لأنه يؤخذ في فراض الصدقة.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية