الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ بطح ]

                                                          بطح : البطح : البسط . بطحه على وجهه يبطحه بطحا أي ألقاه [ ص: 101 ] على وجهه فانبطح . وتبطح فلان إذا اسبطر على وجهه ممتدا على وجه الأرض ، وفي حديث الزكاة : بطح لها بقاع ، أي ألقي صاحبها على وجهه لتطأه . والبطحاء : مسيل فيه دقاق الحصى . الجوهري : الأبطح مسيل واسع فيه دقاق الحصى . ابن سيده : وقيل بطحاء الوادي : تراب لين مما جرته السيول ، والجمع بطحاوات وبطاح . يقال : بطاح بطح ، كما يقال : أعوام عوم ، فإن اتسع وعرض ، فهو الأبطح ، والجمع الأباطح . كسروه تكسير الأسماء ، وإن كان في الأصل صفة لأنه غلب كالأبرق والأجرع فجرى مجرى أفكل ، وفي حديث عمر : أنه أول من بطح المسجد ، وقال : ابطحوه من الوادي المبارك ، أي ألقى فيه البطحاء ، وهو الحصى الصغار . قال ابن الأثير : وبطحاء الوادي وأبطحه حصاه اللين في بطن المسيل ومنه الحديث : أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى بالأبطح ، يعني أبطح مكة ، قال : هو مسيل واديها . الجوهري : والبطيحة والبطحاء مثل الأبطح ، ومنه بطحاء مكة . أبو حنيفة : الأبطح لا ينبت شيئا إنما هو بطن المسيل النضر . الأبطح : بطن الميثاء والتلعة والوادي وهو البطحاء ، وهو التراب السهل في بطونها مما قد جرته السيول ، يقال : أتينا أبطح الوادي فنمنا عليه ، وبطحاؤه مثله ، وهو ترابه وحصاه السهل اللين . أبو عمرو : البطح رمل في بطحاء ، وسمي المكان أبطح ; لأن الماء ينبطح فيه أي يذهب يمينا وشمالا . والبطح : بمعنى الأبطح ، وقال لبيد :


                                                          يزع الهيام عن الثرى ويمده بطح يهايله عن الكثبان .



                                                          وفي الحديث : كان عمر أول من بطح المسجد ، وقال : ابطحوه من الوادي المبارك ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - نائما بالعقيق ، فقيل : إنك بالوادي المبارك ، قوله : بطح المسجد ; أي ألقى فيه الحصى ووثره به . ابن شميل : بطحاء الوادي وأبطحه حصاه السهل اللين في بطن المسيل . واستبطح الوادي وانبطح في هذا المكان أي استوسع فيه . وتبطح المكان وغيره : انبسط وانتصب ; قال :


                                                          إذا تبطحن على المحامل     تبطح البط بجنب الساحل .



                                                          وفي حديث ابن الزبير وبناء البيت : فأهاب بالناس إلى بطحه أي تسويته . وتبطح السيل : اتسع في البطحاء ، وقال ابن سيده : سال سيلا عريضا ، قال ذو الرمة :


                                                          ولا زال ، من نوء السماك عليكما     ونوء الثريا ، وابل متبطح .



                                                          الأزهري : وفي النوادر : البطاح مرض يأخذ من الحمى ، وروي عن ابن الأعرابي أنه قال : البطاحي مأخوذ من البطاح ، وهو المرض الشديد . وبطحاء مكة وأبطحها : معروفة لانبطاحها ، ومنى من الأبطح ، وقريش البطاح : الذين ينزلون أباطح مكة وبطحاءها ، وقريش الظواهر : الذين ينزلون ما حول مكة ; قال :


                                                          فلو شهدتني من قريش عصابة     قريش البطاح ، لا قريش الظواهر .



                                                          الأزهري ابن الأعرابي : قريش البطاح هم الذين ينزلون الشعب بين أخشبي مكة ، وقريش الظواهر الذين ينزلون خارج الشعب ، وأكرمهما قريش البطاح . ويقال : بينهما بطحة بعيدة أي مسافة ، ويقال : هو بطحة رجل ، مثل قولك : قامة رجل . والبطيحة : ما بين واسط والبصرة ، وهو ماء مستنقع لا يرى طرفاه من سعته ، وهو مغيض ماء دجلة والفرات ، وكذلك مغايض ما بين بصرة والأهواز . والطف : ساحل البطيحة ، وهي البطائح . والبطحان وبطاح : موضع . وفي الحديث ذكر بطاح ، هو بضم الباء وتخفيف الطاء : ماء في ديار بني أسد وبه كانت وقعة أهل الردة . وبطائح النبط بين العراقين . الأزهري : بطاح منزل لبني يربوع ، وقد ذكره لبيد فقال :


                                                          تربعت الأشراف ، ثم تصيفت     حساء البطاح ، وانتجعن السلائلا .



                                                          وبطحان : موضع بالمدينة . وبطحانى : موضع آخر في ديار تميم ذكره العجاج :


                                                          أمسى جمان كالدهين مضرعا     ببطحان . . . ليلتين مكنعا .



                                                          جمان : اسم جمله . مكنعا أي خاضعا ، وكذلك المضرع . وفي الحديث : كان كمام أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بطحا ، أي لازقة بالرأس غير ذاهبة في الهواء . والكمام : جمع كمة ، وهي القلنسوة ، وفي حديث الصداق : لو كنتم تغرفون من بطحان ما زدتم ، بطحان ، بفتح الباء : اسم وادي المدينة وإليه ينسب البطحانيون ، وأكثرهم يضم الباء ، قال ابن الأثير : ولعله الأصح .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية