[ ص: 389 ] لما ختم أمر الطامة الكبرى في الحاقة حتى ثبت أمره، وتساوى سره وجهره، ودل عليها حتى لم يبق هناك نوع لبس في وجوب التفرقة في الحكمة بين المحسن والمسيء، وختم بأن ترك ذلك مناف للكمال فيما نتعارقه من أمور العمال بعد أن أخبر أنه يعلم أن منهم مكذبين، وكان السائل عن شيء يدل على [ أن -] السائل ما فهمه حق فهمه، ولا اتصف بحقيقة علمه، عجب في أول هذه ممن سأل عنها فقال: nindex.php?page=treesubj&link=28861_30290_29041nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1سأل ودل على أنه لو لم يسأل عنها إلا واحد من العباد لكان جديرا بالتعجب منه والإنكار عليه بالإفراد في قوله: nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1سائل وهو من السؤال في قراءتي من خفف بإبدال الهمزة ألفا ومن همز.

ولما كان سؤالهم من وقت مجيء الساعة والعذاب وطلبهم تعجيل ذلك إنما هو استهزاء، ضمن "سأل" استهزاء ثم حذفه ودل عليه بحال انتزعها منه وحذفها ودل عليها بما تعدى به فقال، أو أنه حذف مفعول السؤال المتعدي "بعن" ليعم كل مسؤول عنه إشارة إلى أن [ من -] تأمل الفطرة الأولى وما تدعو إليه من الكمال فأطاعها فكان مسلما فاضت عليه العلوم، وبرقت له متجليه أشعة الفهوم، فبين المراد من دلالة النص بقوله: nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1بعذاب أي عن يوم القيامة بسبب [ ص: 390 ] عذاب أو مستهزئا بعذاب عظيم جدا nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1واقع وعبر باللام تهكما منهم مثل nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=24فبشرهم بعذاب فقال:

[ ص: 389 ] لَمَّا خَتَمَ أَمْرَ الطَّامَّةِ الْكُبْرَى فِي الْحَاقَّةِ حَتَّى ثَبَتَ أَمْرُهُ، وَتَسَاوَى سِرُّهُ وَجَهْرُهُ، وَدَلَّ عَلَيْهَا حَتَّى لَمْ يَبْقَ هُنَاكَ نَوْعُ لَبْسٍ فِي وُجُوبِ التَّفْرِقَةِ فِي الْحِكْمَةِ بَيْنَ الْمُحْسِنِ وَالْمُسِيءِ، وَخَتَمَ بِأَنْ تَرْكَ ذَلِكَ مُنَافٍ لِلْكَمَالِ فِيمَا نَتَعَارَقُهُ مِنْ أُمُورِ الْعُمَّالِ بَعْدَ أَنْ أَخْبَرَ أَنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ مِنْهُمْ مُكَذِّبِينَ، وَكَانَ السَّائِلُ عَنْ شَيْءٍ يَدُلُّ عَلَى [ أَنَّ -] السَّائِلَ مَا فَهِمَهُ حَقَّ فَهِمِهِ، وَلَا اتَّصَفَ بِحَقِيقَةِ عِلْمِهِ، عَجِبَ فِي أَوَّلِ هَذِهِ مِمَّنْ سَأَلَ عَنْهَا فَقَالَ: nindex.php?page=treesubj&link=28861_30290_29041nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1سَأَلَ وَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ لَوْ لَمْ يَسْأَلْ عَنْهَا إِلَّا وَاحِدٌ مِنَ الْعِبَادِ لَكَانَ جَدِيرًا بِالتَّعَجُّبِ مِنْهُ وَالْإِنْكَارِ عَلَيْهِ بِالْإِفْرَادِ فِي قَوْلِهِ: nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1سَائِلٌ وَهُوَ مِنَ السُّؤَالِ فِي قِرَاءَتَيْ مَنْ خَفَّفَ بِإِبْدَالِ الْهَمْزَةِ أَلِفًا وَمِنْ هَمْزٍ.

وَلَمَّا كَانَ سُؤَالُهُمْ مِنْ وَقْتِ مَجِيءِ السَّاعَةِ وَالْعَذَابِ وَطَلَبُهُمْ تَعْجِيلُ ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ اسْتِهْزَاءٌ، ضِمْنَ "سَأَلَ" اسْتِهْزَاءً ثُمَّ حَذَفَهُ وَدَلَّ عَلَيْهِ بِحَالٍ انْتَزَعَهَا مِنْهُ وَحَذَفَهَا وَدَلَّ عَلَيْهَا بِمَا تَعَدَّى بِهِ فَقَالَ، أَوْ أَنَّهُ حَذَفَ مَفْعُولَ السُّؤَالِ الْمُتَعَدِّي "بِعْنَ" لِيَعُمَّ كُلَّ مَسْؤُولٍ عَنْهُ إِشَارَةً إِلَى أَنَّ [ مَنْ -] تَأَمَّلَ الْفِطْرَةَ الْأُولَى وَمَا تَدْعُو إِلَيْهِ مِنَ الْكَمَالِ فَأَطَاعَهَا فَكَانَ مُسْلِمًا فَاضَتْ عَلَيْهِ الْعُلُومُ، وَبَرَقَتْ لَهُ مُتَجَلِّيهِ أَشِعَّةُ الْفُهُومِ، فَبَيَّنَ الْمُرَادَ مِنْ دَلَالَةِ النَّصِّ بِقَوْلِهِ: nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1بِعَذَابٍ أَيْ عَنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ بِسَبَبِ [ ص: 390 ] عَذَابٍ أَوْ مُسْتَهْزِئًا بِعَذَابٍ عَظِيمٍ جِدًّا nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1وَاقِعٍ وَعَبَّرَ بِاللَّامِ تَهَكُّمًا مِنْهُمْ مِثْلَ nindex.php?page=tafseer&surano=84&ayano=24فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ فَقَالَ: