الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6166 ) فصل : وإن شبهها بظهر أبيه ، أو بظهر غيره من الرجال ، أو قال : أنت علي كظهر البهيمة . أو : أنت علي كالميتة والدم . ففي ذلك كله روايتان ; إحداهما ، أنه ظهار . قال الميموني : قلت لأحمد : إن ظاهر من ظهر الرجل ؟ . قال : فظهر الرجل حرام ، يكون ظهارا . وبهذا قال ابن القاسم صاحب مالك ، فيما إذا قال : أنت علي كظهر أبي . وروي ذلك عن جابر بن زيد . والرواية الثانية ، ليس بظهار . وهو قول أكثر العلماء ; لأنه تشبيه بما ليس بمحل للاستمتاع ، أشبه ما لو قال : [ ص: 6 ] أنت علي كمال زيد . وهل فيه كفارة ؟ على روايتين إحداهما - فيه كفارة ; لأنه نوع تحريم ، فأشبه ما لو حرم ماله . والثانية ، ليس فيه شيء .

                                                                                                                                            نقل ابن القاسم عن أحمد ، في من شبه امرأته بظهر الرجل : لا يكون ظهارا . ولم أره يلزمه فيه شيء ; وذلك لأنه تشبيه لامرأته بما ليس بمحل للاستمتاع ، أشبه التشبيه بمال غيره . وقال أبو الخطاب في قوله : أنت علي كالميتة والدم : إن نوى به الطلاق كان طلاقا ، وإن نوى الظهار كان ظهارا ، وإن نوى اليمين كان يمينا ، وإن لم ينو شيئا ففيه روايتان ; إحداهما ، هو ظهار . والأخرى ، هو يمين . ولم يتحقق عندي معنى إرادته الظهار واليمين . والله أعلم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية