الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6174 ) الفصل الرابع : أنه إذا شبه عضوا من امرأته بظهر أمه أو عضو من أعضائها ، فهو مظاهر ، فلو قال : فرجك ، أو ظهرك ، أو رأسك ، أو جلدك علي كظهر أمي ، أو بدنها ، أو رأسها ، أو يدها . فهو مظاهر . وبهذا قال مالك . وهو نص الشافعي . وعن أحمد ، رواية أخرى ، أنه ليس بمظاهر حتى يشبه جملة امرأته ; لأنه لو حلف بالله لا يمس عضوا منها ، لم يسر إلى غيره ، فكذلك المظاهرة ، ولأن هذا ليس بمنصوص عليه ، ولا هو في معنى المنصوص ; [ ص: 9 ] لأن تشبيه جملتها تشبيه لمحل الاستمتاع بما يتأكد تحريمه ، وفيه تحريم لجملتها ، فيكون آكد . وقال أبو حنيفة : إن شبهها بما يحرم النظر إليه من الأم ، كالفرج ، والفخذ ، ونحوهما ، فهو مظاهر ، وإن لم يحرم النظر إليه ، كالرأس ، والوجه ، لم يكن مظاهرا ; لأنه شبهها بعضو لا يحرم النظر إليه ، فلم يكن مظاهرا ، كما لو شبهها بعضو زوجة له أخرى .

                                                                                                                                            ولنا أنه شبهها بعضو من أمه ، فكان مظاهرا ، كما لو شبهها بظهرها ، وفارق الزوجة ; فإنه لو شبهها بظهرها لم يكن مظاهرا ، والنظر إن لم يحرم ، فإن التلذذ يحرم ، وهو المستفاد بعقد النكاح .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية