الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      إن جهنم كانت مرصادا شروع في تفصيل أحكام الفصل الذي أضيف إليه اليوم إثر بيان هوله، والمرصاد اسم مكان كالمضمار للموضع الذي تضمر فيه الخيل ومفعال يكون كذلك على ما صرح به الراغب والجوهري وغيرهما، كما يكون اسم آلة وصفة مشبهة للمبالغة، والظاهر أنه حقيقة في الجميع؛ أي: موضع رصد وترقب ترصد فيه خزنة النار الكفار ليعذبوهم. وقيل: ترصد فيه خزنة الجنة المؤمنين ليحرسوهم من فيحها في مجازهم عليها. وقيل: ترصد فيه الملائكة عليهم السلام الطائفتين لتعذب إحداهما وهي المؤمنة، وتعذب الأخرى وهي الكافرة، وجوز أن يكون صيغة مبالغة كمنحار؛ أي مجدة في ترصد الكفرة لئلا يشذ منهم واحد أو مجدة في ترصد المؤمنين لئلا يتضرر أحد منهم من فيحها أو مجدة في ترصد الطائفتين على نحو ما سمعت آنفا، وإسناد ذلك إليها مجاز أو على سبيل التشبيه.

                                                                                                                                                                                                                                      وفي البحر: إن مرصادا معنى النسب؛ أي: ذات رصد، وقد يفسر المرصاد بمطلق الطريق وهو أحد معانيه فيكون للطائفتين، ومن هنا قال الحسن كما أخرج عنه ابن جرير وابن المنذر وعبد بن حميد في الآية، لا يدخل الجنة أحد حتى يجتاز النار. وقال قتادة كما أخرج هؤلاء عنه أيضا: اعلموا أنه لا سبيل إلى الجنة حتى تقطع النار.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية