الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: أم يحسدون الناس سبب نزولها: أن أهل الكتاب قالوا: يزعم محمد أنه أوتي ما أوتي في تواضع ، وله تسع نسوة ، فأي ملك أفضل من هذا ، فنزلت ، رواه العوفي ، عن ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 110 ] وفي "أم" قولان . أحدهما: أنها بمعنى: ألف الاستفهام ، قاله ابن قتيبة .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: بمعنى: "بل" قاله الزجاج ، وقد سبق ذكر "الحسد" في (سورة البقرة) والحاسدون هاهنا: اليهود . وفي المراد بالناس هاهنا: أربعة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: النبي صلى الله عليه وسلم ، رواه عطية ، عن ابن عباس ، وبه قال عكرمة ، ومجاهد ، والضحاك ، والسدي ، ومقاتل .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر ، وعمر ، روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث: العرب ، قاله قتادة . والرابع: النبي ، والصحابة ، ذكره الماوردي .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي الذي آتاهم الله من فضله ثلاثة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: إباحة الله تعالى نبيه أن ينكح ما شاء من النساء من غير عدد ، روي عن ابن عباس ، والضحاك ، والسدي . والثاني: أنه النبوة ، قاله ابن جريج ، والزجاج . والثالث: بعثة نبي منهم على قول من قال: هم العرب .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 111 ] قوله تعالى: فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب يعني: التوراة ، والإنجيل ، والزبور . كله كان في آل إبراهيم ، وهذا النبي من أولاد إبراهيم . وفي الحكمة قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: النبوة ، قاله السدي ، ومقاتل . والثاني: الفقه في الدين ، قاله أبو سليمان الدمشقي .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي الملك العظيم خمسة أقوال . أحدها: ملك سليمان ، رواه عطية ، عن ابن عباس . والثاني: ملك داود ، وسليمان في النساء ، كان لداود مائة امرأة ، ولسليمان سبعمائة امرأة ، وثلاثمائة سرية ، رواه أبو صالح ، عن ابن عباس ، وبه قال السدي . والثالث: النبوة ، قاله مجاهد . والرابع: التأييد بالملائكة ، قاله ابن زيد في آخرين . والخامس: الجمع بين سياسة الدنيا ، وشرع الدين ، ذكره الماوردي .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية