الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون .

                                                                                                                                                                                                                                      الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون : أي: يتوقعون لقاءه (تعالى)؛ ونيل ما عنده من المثوبات. والتعرض لعنوان الربوبية؛ مع الإضافة إليهم؛ للإيذان بفيضان إحسانه إليهم. أو: يتيقنون أنهم يحشرون إليه للجزاء؛ فيعملون على حسب ذلك؛ رغبة؛ ورهبة؛ وأما الذين لا يوقنون بالجزاء؛ ولا يرجون الثواب؛ ولا يخافون العقاب؛ كانت عليهم مشقة خالصة؛ فتثقل عليهم كالمنافقين؛ والمرائين؛ فالتعرض للعنوان المذكور للإشعار بعلية الربوبية؛ والمالكية للحكم؛ ويؤيده أن في مصحف ابن مسعود - رضي الله عنه -: "يعلمون"؛ وكأن الظن - لما شابه العلم في الرجحان - أطلق عليه؛ لتضمين معنى التوقع؛ قال:


                                                                                                                                                                                                                                      فأرسلته مستيقن الظن أنه ... مخالط ما بين الشراسيف جائف



                                                                                                                                                                                                                                      وجعل خبر "أن" في الموضعين اسما للدلالة على تحقيق اللقاء؛ والرجوع؛ وتقررهما عندهم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية