الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      ابن العطار

                                                                                      الصاحب الوزير ظهير الدين أبو بكر منصور بن نصر ابن العطار الحراني ثم البغدادي .

                                                                                      كان أبوه من كبراء التجار .

                                                                                      نشأ أبو بكر ، وتفقه ، وسمع من ابن ناصر وابن الزاغوني .

                                                                                      ولما مات أبوه ، خلف له نعمة ، فبسط يده ، وخالط الدولة والأعيان ، وبذل ، واتصل بالمستضيء قبل الخلافة ، فلما بويع ، ولاه أولا مشارفة الخزانة ، ثم نظرها مع وكالته ، فلما قتل الوزير عضد الدين رد [ ص: 85 ] المستضيء مقاليد الأمور إلى هذا ، وصار يولي ، ويعزل ، وكان ذا سطوة وجبروت ، وشدة وطأة ، فلما مات المستضيء ، خلاه الناصر في نظر الخزانة قليلا ، ثم أخذه ، وسجنه أياما ، فمات عن اثنتين وأربعين سنة ، فحمل إلى بيت أخته ، فكفن ، وأخرج بعد الصبح ، فعلم به الناس ، فرجموه ، ثم رمي ، فطرح من تابوته ، ومزق الكفن ، وسحب بحبل ، والصبيان يصيحون : باسم الله يا مولانا حتى ألقي في المدبغة . إلا أنه كان نقمة وعذابا على الرافضة .

                                                                                      مات سنة خمس وسبعين وخمسمائة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية