الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            [ ص: 90 ]

                                                                                                                                                                                                                                            ( في عمد ممددة )

                                                                                                                                                                                                                                            أما قوله تعالى : ( في عمد ممددة ) ففيه مسائل :

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الأولى : قرئ " في عمد " بضمتين و" عمد " بسكون الميم و" عمد " بفتحتين ، قال الفراء : عمد وعمد وعمد مثل الأديم والأدم والأدم والإهاب والأهب والأهب ، والعقيم والعقم والعقم ، وقال المبرد وأبو علي : العمد جمع عمود على غير واحد : أما الجمع على واحد فهو العمد مثل زبور وزبر ورسول ورسل .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثانية : العمود كل مستطيل من خشب أو حديد ، وهو أصل للبناء ، يقال : عمود البيت للذي يقوم به البيت .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثالثة : في تفسير الآية وجهان :

                                                                                                                                                                                                                                            الأول : أنها عمد أغلقت بها تلك الأبواب كنحو ما تغلق به الدروب ، و" في " بمعنى الباء أي أنها عليهم مؤصدة بعمد مدت عليها ، ولم يقل : بعمد لأنها لكثرتها صارت كأن الباب فيها .

                                                                                                                                                                                                                                            والقول الثاني : أن يكون المعنى : ( إنها عليهم مؤصدة ) حال كونهم موثقين : ( في عمد ) مثل المقاطر التي تقطر فيها اللصوص ، اللهم أجرنا منها يا أكرم الأكرمين .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية