الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ عرفج ]

                                                          عرفج : العرفج والعرفج : نبت ، وقيل : هو ضرب من النبات سهلي سريع الانقياد واحدته عرفجة ، ومنه سمي الرجل ، وقيل : هو من شجر الصيف ، وهو لين أغبر له ثمرة خشناء كالحسك ، وقال أبو زياد : العرفج طيب الريح أغبر إلى الخضرة ، وله زهرة صفراء وليس له حب ولا شوك ، قال أبو حنيفة : وأخبرني بعض الأعراب أن العرفجة أصلها واسع يأخذ قطعة من الأرض تنبت لها قضبان كثيرة بقدر الأصل وليس لها ورق له بال ، إنما هي عيدان دقاق وفي أطرافها زمع يظهر في رؤوسها شيء كالشعر أصفر ، قال : وعن الأعراب القدم : العرفج مثل قعدة الإنسان يبيض إذا يبس وله ثمرة صفراء ، والإبل والغنم تأكله رطبا ويابسا ، ولهبه شديد الحمرة ويبالغ بحمرته ، فيقال : كأن لحيته ضرام عرفجة ، وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه : خرج كأن لحيته ضرام عرفج ، فسر بأنه شجر معروف صغير سريع الاشتعال بالنار وهو من نبات الصيف ، ومن أمثالهم : كمن الغيث على العرفجة ، أي : أصابها وهي يابسة فاخضرت ، قال أبو زيد : يقال ذلك لمن أحسنت إليه فقال لك : أتمن علي ؟ الأزهري : العرفج من الجنبة وله خوصة ، ويقال : رعينا رقة العرفج وهو ورقه في الشتاء ، قال أبو عمرو : إذا مطر العرفج ولان عوده ، قيل : قد ثقب عوده فإذا اسود شيئا ، قيل : قد قمل فإذا ازداد قليلا ، قيل : قد ارقاط ، فإذا ازداد شيئا قيل : قد أدبى ، فإذا تمت خوصته قيل : قد أخوص ، قال الأزهري : ونار العرفج تسميها العرب نار الزحفتين ; لأن الذي يوقدها يزحف إليها فإذا اتقدت زحف عنها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية