الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما

                                                                                                                                                                                                                                        ورسلا نصب بمضمر دل عليه أوحينا إليك كأرسلنا أو فسره: قد قصصناهم عليك من قبل أي من قبل هذه السورة أو اليوم. ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما وهو منتهى مراتب الوحي خص به موسى من بينهم، وقد فضل الله محمدا صلى الله عليه وسلم بأن أعطاه مثل ما أعطى كل واحد منهم.

                                                                                                                                                                                                                                        رسلا مبشرين ومنذرين نصب على المدح أو بإضمار أرسلنا، أو على الحال ويكون رسلا موطئا لما بعده كقولك مررت بزيد رجلا صالحا. لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل فيقولوا لولا أرسلت إلينا رسولا فينبهنا ويعلمنا ما لم نكن نعلم، وفيه تنبيه على أن بعثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إلى الناس ضرورة لقصور الكل عن إدراك جزيئات المصالح والأكثر عن إدراك كلياتها، واللام متعلقة بأرسلنا أو بقوله مبشرين ومنذرين، وحجة اسم كان وخبره للناس أو على الله والآخر حال، ولا يجوز تعلقه بحجة لأنه مصدر وبعد ظرف لها أو صفة. وكان الله عزيزا لا يغلب فيما يريد. حكيما فيما دبر من أمر النبوة وخص كل نبي بنوع من الوحي والإعجاز.

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 110 ]

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية