الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ عرم ]

                                                          عرم : عرام الجيش : حدهم وشدتهم وكثرتهم ، قال سلامة بن جندل :


                                                          وإنا كالحصى عددا وإنا بنو الحرب التي فيها عرام

                                                          وقال آخر :


                                                          وليلة هول قد سريت وفتية     هديت وجمع ذي عرام ملادس

                                                          والعرمة : جمع عارم ، يقال : غلمان عققة عرمة . وليل عارم : شديد البرد ، نهاية في البرد نهاره وليله ، والجمع عرم ، قال :


                                                          وليلة من الليالي العرم     بين الذراعين وبين المرزم
                                                          تهم فيها العنز بالتكلم

                                                          يعني من شدة بردها . وعرم الإنسان يعرم ، ويعرم ، وعرم ، وعرم عرامة - بالفتح - وعراما : اشتد ، قال وعلة الجرمي - وقيل هو لابن الدنبة الثقفي - :

                                                          ألم تعلموا أني تخاف عرامتي     وأن قناتي لا تلين على الكسر

                                                          وهو عارم وعرم : اشتد ، وأنشد :


                                                          إني امرؤ يذب عن محارمي      [ ص: 124 ] بسطة كف ولسان عارم

                                                          وفي حديث علي عليه السلام : على حين فترة من الرسل واعترام من الفتن ، أي اشتداد ، وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه : أن رجلا قال له عارمت غلاما بمكة ، فعض أذني فقطع منها . أي : خاصمت وفاتنت ، وصبي عارم بين العرام ، بالضم ، أي شرس ، قال شبيب بن البرصاء :


                                                          كأنها من بدن وإيفار     دبت عليها عارمات الأنبار

                                                          أي : خبيثاتها ، ويروى : ذربات . وفي حديث عاقر الناقة : فانبعث لها رجل عارم أي : خبيث شرير . والعرام : الشدة والقوة والشراسة . وعرمنا الصبي ، وعرم علينا ، وعرم يعرم ، ويعرم عرامة ، وعراما : أشر . وقيل : مرح وبطر ، وقيل : فسد .

                                                          ابن الأعرابي : العرم الجاهل ، وقد عرم يعرم وعرم وعرم ، وقال الفراء : العرامي من العرام وهو الجهل ، والعرام : الأذى ، قال حميد بن ثور الهلالي :


                                                          حمى ظلها شكس الخليقة حائط     عليها عرام الطائفين شفيق

                                                          والعرم : اللحم ، قاله الفراء . يقال : إن جزوركم لطيب العرمة ، أي طيب اللحم . وعرام العظم - بالضم - عراقه . وعرمه يعرمه ويعرمه عرما : تعرقه وتعرمه : تعرقه ونزع ما عليه من اللحم ، والعرام والعراق واحد . ويقال : أعرم من كلب على عرام . وفي الصحاح : العرام - بالضم - العراق من العظم والشجر . وعرمت الإبل الشجر : نالت منه . وعرم العظم عرما : قتر . وعرام الشجرة : قشرها ، قال :

                                                          وتقنعي بالعرفج المشجج     وبالثمام وعرام العوسج

                                                          وخص الأزهري به العوسج ، فقال : يقال لقشور العوسج العرام ، وأنشد الرجز . وعرم الصبي أمه عرما : رضعها ، واعترم ثديها : مصه . واعترمت هي : تبغت من يعرمها ، قال :

                                                          ولا تلفين كأم الغلا     م إن لم تجد عارما تعترم

                                                          يقول : إن لم تجد من ترضعه درت هي فحلبت ثديها ، وربما رضعته ثم مجته من فيها . وقال ابن الأعرابي : إنما يقال هذا للمتكلف ما ليس من شأنه ، أراد بذات الغلام الأم المرضع ، إن لم تجد من يمص ثديها مصته هي . قال الأزهري : ومعناه : لا تكن كمن يهجو نفسه إذا لم يجد من يهجوه . والعرم والعرمة : لون مختلط بسواد وبياض في أي شيء كان ، وقيل : تنقيط بهما من غير أن يتسع ، كل نقطة عرمة ؛ عن السيرافي ، الذكر أعرم والأنثى عرماء ، وقد غلبت العرماء على الحية الرقشاء ، قال معقل الهذلي :


                                                          أبا معقل لا توطئنك بغاضتي     رءوس الأفاعي في مراصدها العرم

                                                          الأصمعي : الحية العرماء التي فيها نقط سود وبيض ، ويروى عن معاذ بن جبل : أنه ضحى بكبش أعرم ، وهو الأبيض الذي فيه نقط سود . قال ثعلب : العرم من كل شيء ذو لونين ، قال : والنمر ذو عرم ، وبيض القطا عرم ، وقول أبي وجزة السعدي :


                                                          ما زلن ينسبن وهنا كل صادقة     باتت تباشر عرما غير أزواج

                                                          عنى بيض القطا ؛ لأنها كذلك . والعرم والعرمة : بياض بمرمة الشاة الضائنة والمعزى ، والصفة كالصفة ، وكذلك إذا كان في أذنها نقط سود ، والاسم العرم . وقطيع أعرم : بين العرم إذا كان ضأنا ومعزى ، وقال يصف امرأة راعية :


                                                          حياكة وسط القطيع الأعرم



                                                          والأعرم : الأبرش ، والأنثى عرماء . ودهر أعرم : متلون . ويقال للأبرص : الأعرم والأبقع . والعرمة : الأنبار من الحنطة والشعير . والعرم والعرمة : الكدس المدوس الذي لم يذر ، يجعل كهيئة الأزج ثم يذرى ، وحصره ابن بري فقال : الكدس من الحنطة في الجرين والبيدر . قال ابن بري : ذهب بعضهم إلى أنه لا يقال : إلا عرمة ، والصحيح : عرمة ؛ بدليل جمعهم له على عرم ، فأما حلقة وحلق فشاذ ولا يقاس عليه ، قال الراجز :


                                                          تدق معزاء الطريق الفازر     دق الدياس عرم الأنادر

                                                          والعرمة والعرمة : المسناة الأولى عن كراع ، وفي الصحاح : العرم المسناة لا واحد لها من لفظها ، ويقال : واحدها عرمة ، أنشد ابن بري للجعدي :


                                                          من سبأ الحاضرين مأرب إذ     شرد من دون سيله العرما

                                                          قال : وهي العرم ، بفتح الراء وكسرها ، وكذلك واحدها وهو العرمة ، قال : والعرمة من أرض الرباب . والعرمة : سد يعترض به الوادي ، والجمع عرم ، وقيل : العرم جمع لا واحد له . وقال أبو حنيفة : العرم الأحباس تبنى في أوساط الأودية . والعرم أيضا : الجرذ الذكر ، قال الأزهري : ومن أسماء الفأر : البر ، والثعبة ، والعرم .

                                                          والعرم : السيل الذي لا يطاق ، ومنه قوله تعالى : فأرسلنا عليهم سيل العرم ، قيل : أضافه إلى المسناة أو السد ، وقيل : إلى الفأر الذي بثق السكر عليهم . قال الأزهري : وهو الذي يقال له الخلد ، وله حديث ، وقيل : العرم اسم واد ، وقيل : العرم المطر الشديد ، وكان قوم سبأ في نعمة ونعمة وجنان كثيرة ، وكانت المرأة منهم تخرج وعلى رأسها الزبيل ، فتعتمل بيديها وتسير بين ظهراني الشجر المثمر فيسقط في زبيلها ما تحتاج إليه من ثمار الشجر ، فلم يشكروا نعمة الله ، فبعث الله عليهم جرذا ، وكان لهم سكر فيه أبواب يفتحون ما يحتاجون إليه من الماء ، فثقبه ذلك الجرذ حتى بثق عليهم السكر ، فغرق جنانهم .

                                                          والعرام : وسخ القدر . والعرم : وسخ القدر . ورجل أعرم أقلف : لم يختن ، فكأن وسخ القلفة باق هنالك .

                                                          أبو عمرو : العرامين القلفان من الرجال . والعرمة : بيضة السلاح . والعرمان : المزارع ، واحدها عريم وأعرم ، والأول أسوغ في القياس ؛ لأن فعلانا لا يجمع عليه أفعل إلا صفة ، وجيش عرمرم : كثير ، وقيل : هو الكثير من كل شيء . والعرمرم : الشديد ، قال : [ ص: 125 ]

                                                          أدارا بأجماد النعام عهدتها     بها نعما حوما وعزا عرمرما

                                                          وعرام الجيش : كثرته . ورجل عرمرم : شديد العجمة ؛ عن كراع . والعريم : الداهية .

                                                          الأزهري : العرمان الأكرة ، واحدهم أعرم ، وفي كتاب " أقوال شنوأة " : " ما كان لهم من ملك وعرمان " ، العرمان : المزارع ، وقيل : الأكرة ، الواحد أعرم ، وقيل : عريم ، قال الأزهري : ونون العرمان والعرامين ليست بأصلية . يقال : رجل أعرم ، ورجال عرمان ، ثم عرامين جمع الجمع ، قال : وسمعت العرب تقول لجمع القعدان من الإبل القعادين ، والقعدان جمع القعود ، والقعادين نظير العرامين . والعرم والمعذار : ما يرفع حول الدبرة .

                                                          ابن الأعرابي : العرمة أرض صلبة إلى جنب الصمان ، قال رؤبة :


                                                          وعارض العرض وأعناق العرم



                                                          قال الأزهري : العرمة تتاخم الدهناء ، وعارض اليمامة يقابلها ، قال : وقد نزلت بها . وعارمة : اسم موضع ، قال الأزهري : عارمة أرض معروفة ، قال الراعي :


                                                          ألم تسأل بعارمة الديارا     عن الحي المفارق أين سارا

                                                          والعريمة - مصغرة - رملة لبني فزارة ، وأنشد الجوهري لبشر بن أبي خازم :


                                                          إن العريمة مانع أرماحنا     ما كان من سحم بها وصفار

                                                          قال ابن بري : هو للنابغة الذبياني ، وليس لبشر كما ذكر الجوهري ، ويروى : " إن الدمينة " وهي ماء لبني فزارة .

                                                          والعرمة - بالتحريك - مجتمع رمل ، أنشد ابن بري :


                                                          حاذرن رمل أيلة الدهاسا     وبطن لبنى بلدا حرماسا
                                                          والعرمات دستها دياسا



                                                          ابن الأعرابي : عرمى والله لأفعلن ذلك ، وغرمى ، وحرمى ثلاث لغات بمعنى أما والله ، وأنشد :


                                                          عرمى وجدك لو وجدت لهم     كعداوة يجدونها تغلي

                                                          وقال بعض النمريين : يجعل في كل سلفة من حب عرمة من دمال ، فقيل له : ما العرمة ؟ فقال : جثوة منه تكون مزبلين حمل بقرتين . قال ابن بري : وعارم سجن ، قال كثير :

                                                          :

                                                          تحدث من لاقيت أنك عائذ     بل العائذ المظلوم في سجن عارم

                                                          وأبو عرام : كنية كثيب بالجفار ، وقد سموا عارما وعراما . وعرمان : أبو قبيلة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية