الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          ج م ع : ( جمع ) الشيء المتفرق ( فاجتمع ) وبابه قطع [ ص: 61 ] و ( تجمع ) القوم اجتمعوا من هنا وهنا . و ( الجمع ) أيضا اسم لجماعة الناس ويجمع على ( جموع ) والموضع ( مجمع ) بفتح الميم الثانية وكسرها . و ( الجمع ) أيضا الدقل . و ( جمع ) أيضا المزدلفة لاجتماع الناس بها . و ( جمع ) الكف بالضم وهو حين تقبضها يقال : ضربه بجمع كفه . ويوم ( الجمعة ) بسكون الميم وضمها يوم العروبة ويجمع على ( جمعات ) و ( جمع ) . والمسجد ( الجامع ) وإن شئت قلت : مسجد الجامع بالإضافة كقولك حق اليقين والحق اليقين بمعنى مسجد اليوم الجامع وحق الشيء اليقين لأن إضافة الشيء إلى نفسه لا تجوز إلا على هذا التقدير . وقال الفراء : العرب تضيف الشيء إلى نفسه لاختلاف اللفظين . و ( أجمع ) الأمر إذا عزم عليه ، والأمر ( مجمع ) ويقال أيضا : أجمع أمرك ولا تدعه منتشرا . قال الله تعالى : فأجمعوا أمركم وشركاءكم أي وادعوا شركاءكم لأنه لا يقال أجمع شركاءه وإنما يقال : جمع . و ( المجموع ) الذي جمع من ها هنا وها هنا وإن لم يجعل كالشيء الواحد . و ( استجمع ) السيل اجتمع من كل موضع . و ( جمع ) أيضا جمع جمعاء في توكيد المؤنث تقول : رأيت النسوة جمع غير مصروف ، وهو معرفة بغير الألف واللام وكذا ما يجري مجراه من التواكيد لأنه توكيد للمعرفة . وأخذ حقه ( أجمع ) في توكيد المذكر ، وهو توكيد محض وكذلك ( أجمعون ) و ( جمعاء ) و ( جمع ) وأكتعون وأبتعون وأبصعون لا يكون تابعا إلا توكيدا لما قبله لا يبتدأ ولا يخبر به ولا عنه ولا يكون فاعلا ولا مفعولا كما يكون غيره من التواكيد اسما مرة وتأكيدا مرة أخرى مثل نفسه وعينه وكله و ( أجمعون ) جمع أجمع و ( أجمع ) واحد في معنى جمع وليس له مفرد من لفظه والمؤنث ( جمعاء ) وكان ينبغي أن يجمعوا جمعاء بالألف والتاء كما جمعوا أجمع بالواو والنون ولكنهم قالوا في جمعها ( جمع ) ويقال : جاء القوم ( بأجمعهم ) بفتح الميم وضمها أيضا كما يقال : جاءوا بأكلبهم جمع كلب . و ( جميع ) يؤكد به أيضا يقال : جاءوا جميعهم أي كلهم . والجميع ضد المتفرق . قلت : ومنه قوله تعالى : جميعا أو أشتاتا والجميع الجيش . والجميع الحي المجتمع . قلت : ومن أحدهما قوله تعالى : أم يقولون نحن جميع منتصر و ( جماع ) الشيء بالكسر جمعه تقول : جماع الخباء الأخبية ويقال الخمر جماع الإثم . و ( جمع ) القوم ( تجميعا ) شهدوا الجمعة وقضوا الصلاة فيها . و ( جمع ) فلان أيضا مالا وعدده و ( جامعه ) على أمر كذا اجتمع معه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية