الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
مطلب : يباح اتخاذ الخاتم من بلور وياقوت وزبرجد ونحوها .

ولا بأس أيضا من ( بلور ) بكسر الباء الموحدة مع فتح اللام كسنور ، وبفتح الموحدة مع ضم اللام كتنور واللام مشددة فيهما ، وهو جوهر معروف معدني ، وأجود أنواعه أشد صلابة وبياضا وصفاء ، وأحسنه ما يجلب من جزائر الزنج .

وقيل البلور نوع من الزجاج إلا أنه أصلب منه ، فيباح التختم به فلا يستحب ، ولا يكره ولا بأس بالتختم من ( شبه المعدن ) من بقية الجواهر من ياقوت وزبرجد وزمرد وفيروز ونحوها ، فيباح اتخاذ الخاتم من هذه المعادن ونحوها وأما ما يروى في التختم ببعضها من الفضائل فباطل مثل حديث { تختموا بالزمرد بالذال المعجمة فإنه ينفي [ ص: 292 ] الفقر } رواه الديلمي لا يصح كما في البدر المنير والتسهيل .

وحديث { تختموا بالزبرجد فإنه يسر لا عسر فيه } قال الحافظ ابن حجر : هو موضوع .

وفي النهاية { تختموا بالياقوت فإنه ينفي الفقر } قال بعضهم : يريد أنه إذا ذهب ماله فباعه وجد فيه غنى .

قال : والأشبه إن صح الحديث أن يكون لخاصية فيه .

وذكره الحافظ السيوطي في مختصر النهاية وفي شرح الشمائل .

وفي خبر ضعيف أن التختم بالياقوت الأصفر يمنع الطاعون . انتهى .

قلت : ذكر الحافظ ابن حجر عند حديث { تختموا بالعقيق } له طرق كلها واهية ، وكذا ما روي في الياقوت ، وتقدم آنفا

وزعم بعضهم أن جعفر بن محمد رضي الله عنهما قال : ما افتقرت كف تختمت بفيروزج ، قال : وقيل الخواتم أربعة : الياقوت للعطش ، والفيروزج للفأل ، والعقيق للسنة ، والحديد الصيني للحرز انتهى .

وقد علمت أنه لم يصح شيء من ذلك عن حضرة الرسالة والله الموفق .

التالي السابق


الخدمات العلمية