القول في تأويل قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=1342_17185_1956_28640_28723_29694_310_315_316_321_32208_32599_326_34233_6_722_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا [43]
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون [ ص: 1244 ] نزلت هذه الآية قبل تحريم الخمر في جماعة كانوا يشربونها ثم يصلون، أي: من مقتضى إيمانكم الحياء من الله، ومن الحياء منه أن لا تقوموا إلى الصلاة وأنتم سكارى لا تعلمون ما تخاطبونه، فالحياء من الله يوجب ذلك، وتصدير الكلام بحرفي النداء والتنبيه؛ للمبالغة في حملهم على العمل بموجب النهي، وتوجيه النهي إلى قربان الصلاة - مع أن المراد هو النهي عن إقامتها - للمبالغة في ذلك.
قال الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير : كان هذا النهي قبل
nindex.php?page=treesubj&link=17190تحريم الخمر ، كما دل عليه الحديث الذي ذكرناه في سورة البقرة عند
nindex.php?page=hadith&LINKID=671706قوله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=219يسألونك عن الخمر والميسر [البقرة: من الآية 219] الآية، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلاها على nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا، فلما نزلت هذه الآية تلاها عليه، فقال: اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا، فكانوا لا يشربون الخمر في أوقات الصلوات، حتى نزلت: nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=90يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إلى قوله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=91فهل أنتم منتهون [المائدة: 90 - 91] فقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : انتهينا انتهينا.
ولفظ
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب في قصة تحريم الخمر فذكر الحديث، وفيه:
nindex.php?page=hadith&LINKID=675108نزلت الآية التي في النساء: nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون [ ص: 1245 ] فكان منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قامت الصلاة ينادي: لا يقربن الصلاة سكران.
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ،
وابن [أبي] حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد - رضي الله عنه - قال: نزلت في أربع آيات: صنع رجل من الأنصار طعاما فدعا أناسا من المهاجرين وأناسا من الأنصار، فأكلنا وشربنا حتى سكرنا، ثم افتخرنا، فرفع رجل لحى بعير فغرز بها أنف سعد، فكان سعد مغروز الأنف، وذلك قبل تحريم الخمر، فنزلت:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى الآية.
والحديث بطوله عند
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، ورواه أهل السنن إلا
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي - رضي الله عنه - أنه كان هو
nindex.php?page=showalam&ids=38وعبد الرحمن ورجل آخر شربوا الخمر فصلى بهم
nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن فقرأ:
nindex.php?page=tafseer&surano=109&ayano=1قل يا أيها الكافرون فخلط فيها، فنزلت:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43لا تقربوا الآية.
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي - رضي الله عنه - قال: صنع لنا
nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعانا وسقانا من الخمر، فأخذت الخمر منا، وحضرت الصلاة، فقدموا فلانا، قال فقرأ: (قل يا أيها الكافرون * ما أعبد ما تعبدون * ونحن نعبد ما تعبدون) فأنزل الله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة الآية، وكذا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي وقال: حسن صحيح.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43ولا جنبا عطف على قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43وأنتم سكارى إذ الجملة في موضع النصب على الحال، والجنب الذي أصابته الجنابة، يستوي فيه المذكر والمؤنث، والواحد والجمع؛ لأنه اسم جرى مجرى المصدر الذي هو الإجناب.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43إلا عابري سبيل أي: مارين بلا لبث
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43حتى تغتسلوا من الجنابة: أي: لا تقربوا موضع الصلاة - وهو المسجد - وأنتم جنب إلا مجتازين فيه، إما للخروج منه أو للدخول فيه.
[ ص: 1246 ] روى
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في معنى الآية قال: لا تدخلوا المسجد وأنتم جنب إلا عابري سبيل، قال: تمر به مرا، ولا تجلس، ثم رواه عن كثير من الصحابة، منهم
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود وثلة من التابعين.
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث قال: حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17346يزيد بن أبي حبيب عن قول الله عز وجل:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43ولا جنبا إلا عابري سبيل إن رجالا من المسجد تصيبهم الجنابة، ولا ماء عندهم فيريدون الماء ولا يجدون ممرا إلا في المسجد، فأنزل الله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43ولا جنبا إلا عابري سبيل
قال الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير : ويشهد لصحة ما قاله
nindex.php?page=showalam&ids=17346يزيد بن أبي حبيب رحمه الله ما ثبت في صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري nindex.php?page=hadith&LINKID=650447أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: سدوا كل خوخة في المسجد إلا خوخة أبي بكر .
وهذا قاله - صلى الله عليه وسلم - في آخر حياته؛ علما منه أن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر - رضي الله عنه - سيلي الأمر بعده ويحتاج إلى الدخول في المسجد كثيرا للأمور المهمة فيما يصلح للمسلمين، فأمر بسد الأبواب الشارعة
[ ص: 1247 ] إلى المسجد إلا بابه - رضي الله عنه - ومن روى (إلا باب
nindex.php?page=showalam&ids=8علي ) كما وقع في بعض السنن فهو خطأ، والصواب ما ثبت في الصحيح.
ومن هذا التأويل احتج كثير من الأئمة على أنه
nindex.php?page=treesubj&link=728_729يحرم على الجنب المكث في المسجد، ويجوز له المرور .
وثمة تأويل آخر في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43إلا عابري سبيل وهو أن المراد منه المسافرون، أي: لا تقربوا الصلاة جنبا في حال من الأحوال إلا حال كونكم مسافرين، فيكون هذا الاستثناء دليلا على أنه يجوز
nindex.php?page=treesubj&link=727للجنب الإقدام على الصلاة عند العجز عن الماء .
وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15916زر بن حبيش ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=8علي في هذه الآية، قال: لا يقرب الصلاة إلا أن يكون مسافرا تصيبه الجنابة فلا يجد الماء، فيصلي حتى يجد الماء، ثم رواه من وجه آخر عن علي: ورواه عن جماعة من السلف أيضا: أنه في السفر.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير : ويستشهد لهذا القول بالحديث الذي رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وأهل السنن
[ ص: 1248 ] عن
nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=662485الصعيد الطيب طهور المسلم، وإن لم تجد الماء عشر حجج، فإذا وجدت الماء فأمسه بشرتك فإن ذلك خير لك وفي هذا التأويل بقاء لفظ الصلاة على معناه الحقيقي في الجملتين المتعاطفتين، وفي التأويل السابق تكون الصلاة في الجملة الثانية محمولة على مواضعها.
قال في "فتح البيان": وبالجملة، فالحال الأولى أعني قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43وأنتم سكارى تقوي بقاء الصلاة على معناه الحقيقي من دون تقدير مضاف، وسبب نزول الآية السابق يقوي ذلك، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43إلا عابري سبيل يقوي تقدير المضاف، أي: لا تقربوا مواضع الصلاة، ويمكن أن يقال: إن بعض قيود النهي (أعني: (لا تقربوا) وهو قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43وأنتم سكارى ) يدل على أن المراد بالصلاة معناها الحقيقي، وبعض قيود النهي (وهو قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43إلا عابري سبيل ) يدل على أن المراد مواضع الصلاة، ولا مانع من اعتبار كل واحد منهما مع قيده الدال عليه، ويكون ذلك بمنزلة نهيين مقيد كل واحد منهما بقيد، وهما: لا تقربوا الصلاة التي هي ذات الأذكار والأركان وأنتم سكارى، ولا تقربوا مواضع الصلاة حال كونكم جنبا إلا حال عبوركم المسجد من جانب إلى جانب، وغاية ما يقال في هذا: إنه من الجمع بين الحقيقة والمجاز، وهو جائز بتأويل مشهور.
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير (بعد حكايته للتأويلين): وأولى القولين بالتأويل لذلك تأويل من تأوله:
[ ص: 1249 ] nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43ولا جنبا إلا عابري سبيل إلا مجتازي طريق فيه، وذلك أنه قد بين حكم المسافر إذا عدم الماء - وهو جنب - في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43وإن كنتم مرضى أو على سفر إلى آخره، فكان معلوما بذلك أن قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا لو كان معنيا به المسافر لم يكن لإعادة ذكره في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43وإن كنتم مرضى أو على سفر معنى مفهوم، وقد مضى ذكر حكمه قبل ذلك.
وإذ كان ذلك كذلك فتأويل الآية: يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا المساجد للصلاة مصلين فيها وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون، ولا تقربوها أيضا جنبا حتى تغتسلوا إلا عابري سبيل.
قال: و(العابر السبيل) المجتازه مرا وقطعا، يقال منه: عبرت هذا الطريق فأنا أعبره عبرا وعبورا، ومنه قيل: عبر فلان النهر إذا قطعه وجازه، ومنه قيل للناقة القوية على الأسفار: هي عبر أسفار، وعبر أسفار؛ لقوتها على الأسفار.
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير : وهذا الذي نصره (يعني
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ) هو قول الجمهور وهو الظاهر من الآية، وكأنه تعالى نهى عن تعاطي الصلاة على هيئة ناقصة تناقض مقصودها، وعن الدخول إلى محلها على هيئة ناقصة وهي الجنابة المباعدة للصلاة ولمحلها أيضا، والله أعلم.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43حتى تغتسلوا غاية للنهي عن
nindex.php?page=treesubj&link=727قربان الصلاة ومواضعها حال الجنابة، والمعنى: لا تقربوها حال الجنابة حتى تغتسلوا إلا حال عبوركم السبيل.
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=1342_17185_1956_28640_28723_29694_310_315_316_321_32208_32599_326_34233_6_722_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا [43]
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ [ ص: 1244 ] نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ قَبْلَ تَحْرِيمِ الْخَمْرِ فِي جَمَاعَةٍ كَانُوا يَشْرَبُونَهَا ثُمَّ يُصَلُّونَ، أَيْ: مِنْ مُقْتَضَى إِيمَانِكُمُ الْحَيَاءُ مِنَ اللَّهِ، وَمِنَ الْحَيَاءِ مِنْهُ أَنْ لَا تَقُومُوا إِلَى الصَّلَاةِ وَأَنْتُمْ سُكَارَى لَا تَعْلَمُونَ مَا تُخَاطِبُونَهُ، فَالْحَيَاءُ مِنَ اللَّهِ يُوجِبُ ذَلِكَ، وَتَصْدِيرُ الْكَلَامِ بِحَرْفَيِ النِّدَاءِ وَالتَّنْبِيهِ؛ لِلْمُبَالَغَةِ فِي حَمْلِهِمْ عَلَى الْعَمَلِ بِمُوجَبِ النَّهْيِ، وَتَوْجِيهُ النَّهْيِ إِلَى قُرْبَانِ الصَّلَاةِ - مَعَ أَنَّ الْمُرَادَ هُوَ النَّهْيُ عَنْ إِقَامَتِهَا - لِلْمُبَالَغَةِ فِي ذَلِكَ.
قَالَ الْحَافِظُ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ : كَانَ هَذَا النَّهْيُ قَبْلَ
nindex.php?page=treesubj&link=17190تَحْرِيمِ الْخَمْرِ ، كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ الْحَدِيثُ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ عِنْدَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=671706قَوْلِهِ تَعَالَى: nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=219يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ [الْبَقَرَةِ: مِنَ الْآيَةِ 219] الْآيَةَ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَلَاهَا عَلَى nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنَا فِي الْخَمْرِ بَيَانًا شَافِيًا، فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ تَلَاهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنَا فِي الْخَمْرِ بَيَانًا شَافِيًا، فَكَانُوا لَا يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ فِي أَوْقَاتِ الصَّلَوَاتِ، حَتَّى نَزَلَتْ: nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=90يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=91فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ [الْمَائِدَةِ: 90 - 91] فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ : انْتَهَيْنَا انْتَهَيْنَا.
وَلَفْظُ
nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبِي دَاوُدَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي قِصَّةِ تَحْرِيمِ الْخَمْرِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَفِيهِ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=675108نَزَلَتْ الْآيَةُ الَّتِي فِي النِّسَاءِ: nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ [ ص: 1245 ] فَكَانَ مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا قَامَتِ الصَّلَاةُ يُنَادِي: لَا يَقْرَبَنَّ الصَّلَاةَ سَكْرَانُ.
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
وَابْنُ [أَبِي] حَاتِمٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: نَزَلَتْ فِيَّ أَرْبَعُ آيَاتٍ: صَنَعَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ طَعَامًا فَدَعَا أُنَاسًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَأُنَاسًا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَأَكَلْنَا وَشَرِبْنَا حَتَّى سَكِرْنَا، ثُمَّ افْتَخَرْنَا، فَرَفَعَ رَجُلٌ لِحَى بَعِيرٍ فَغَرَزَ بِهَا أَنْفَ سَعْدٍ، فَكَانَ سَعْدٌ مَغْرُوزَ الْأَنْفِ، وَذَلِكَ قَبْلَ تَحْرِيمِ الْخَمْرِ، فَنَزَلَتْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى الْآيَةَ.
وَالْحَدِيثُ بِطُولِهِ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ ، وَرَوَاهُ أَهْلُ السُّنَنِ إِلَّا
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابْنَ مَاجَهْ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبُو دَاوُدَ nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ كَانَ هُوَ
nindex.php?page=showalam&ids=38وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَرَجُلٌ آخَرُ شَرِبُوا الْخَمْرَ فَصَلَّى بِهِمْ
nindex.php?page=showalam&ids=38عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَرَأَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=109&ayano=1قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ فَخَلَّطَ فِيهَا، فَنَزَلَتْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43لا تَقْرَبُوا الْآيَةَ.
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: صَنَعَ لَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=38عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ طَعَامًا فَدَعَانَا وَسَقَانَا مِنَ الْخَمْرِ، فَأَخَذَتِ الْخَمْرُ مِنَّا، وَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَقَدَّمُوا فُلَانًا، قَالَ فَقَرَأَ: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * مَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَنَحْنُ نَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ) فَأَنْزَلَ اللَّهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ الْآيَةَ، وَكَذَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13948التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43وَلا جُنُبًا عَطْفٌ عَلَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43وَأَنْتُمْ سُكَارَى إِذِ الْجُمْلَةُ فِي مَوْضِعِ النَّصْبِ عَلَى الْحَالِ، وَالْجُنُبُ الَّذِي أَصَابَتْهُ الْجَنَابَةُ، يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ، وَالْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ؛ لِأَنَّهُ اسْمٌ جَرَى مَجْرَى الْمَصْدَرِ الَّذِي هُوَ الْإِجْنَابُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ أَيْ: مَارِّينَ بِلَا لُبْثٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43حَتَّى تَغْتَسِلُوا مِنَ الْجَنَابَةِ: أَيْ: لَا تَقْرَبُوا مَوْضِعَ الصَّلَاةِ - وَهُوَ الْمَسْجِدُ - وَأَنْتُمْ جُنُبٌ إِلَّا مُجْتَازِينَ فِيهِ، إِمَّا لِلْخُرُوجِ مِنْهُ أَوْ لِلدُّخُولِ فِيهِ.
[ ص: 1246 ] رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي مَعْنَى الْآيَةِ قَالَ: لَا تَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ وَأَنْتُمْ جُنُبٌ إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ، قَالَ: تَمُرُّ بِهِ مَرًّا، وَلَا تَجْلِسُ، ثُمَّ رَوَاهُ عَنْ كَثِيرٍ مِنَ الصَّحَابَةِ، مِنْهُمُ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ وَثُلَّةٌ مِنَ التَّابِعِينَ.
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15124اللَّيْثِ قَالَ: حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17346يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ إِنَّ رِجَالًا مِنَ الْمَسْجِدِ تُصِيبُهُمُ الْجَنَابَةُ، وَلَا مَاءَ عِنْدَهُمْ فَيُرِيدُونَ الْمَاءَ وَلَا يَجِدُونَ مَمَرًّا إِلَّا فِي الْمَسْجِدِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ
قَالَ الْحَافِظُ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ : وَيَشْهَدُ لِصِحَّةِ مَا قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17346يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ مَا ثَبَتَ فِي صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ nindex.php?page=hadith&LINKID=650447أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: سُدُّوا كُلَّ خَوْخَةٍ فِي الْمَسْجِدِ إِلَّا خَوْخَةَ أَبِي بَكْرٍ .
وَهَذَا قَالَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي آخِرِ حَيَاتِهِ؛ عِلْمًا مِنْهُ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - سَيَلِي الْأَمْرَ بَعْدَهُ وَيَحْتَاجُ إِلَى الدُّخُولِ فِي الْمَسْجِدِ كَثِيرًا لِلْأُمُورِ الْمُهِمَّةِ فِيمَا يَصْلُحُ لِلْمُسْلِمِينَ، فَأَمَرَ بِسَدِّ الْأَبْوَابِ الشَّارِعَةِ
[ ص: 1247 ] إِلَى الْمَسْجِدِ إِلَّا بَابَهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَمَنْ رَوَى (إِلَّا بَابَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ ) كَمَا وَقَعَ فِي بَعْضِ السُّنَنِ فَهُوَ خَطَأٌ، وَالصَّوَابُ مَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ.
وَمِنْ هَذَا التَّأْوِيلِ احْتَجَّ كَثِيرٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ عَلَى أَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=728_729يَحْرُمُ عَلَى الْجُنُبِ الْمُكْثُ فِي الْمَسْجِدِ، وَيَجُوزُ لَهُ الْمُرُورُ .
وَثَمَّةُ تَأْوِيلٌ آخَرُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ وَهُوَ أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ الْمُسَافِرُونَ، أَيْ: لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ جُنُبًا فِي حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ إِلَّا حَالَ كَوْنِكُمْ مُسَافِرِينَ، فَيَكُونُ هَذَا الِاسْتِثْنَاءُ دَلِيلًا عَلَى أَنَّهُ يَجُوزُ
nindex.php?page=treesubj&link=727لِلْجُنُبِ الْإِقْدَامُ عَلَى الصَّلَاةِ عِنْدَ الْعَجْزِ عَنِ الْمَاءِ .
وَقَدْ رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15916زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ فِي هَذِهِ الْآيَةِ، قَالَ: لَا يَقْرَبُ الصَّلَاةَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مُسَافِرًا تُصِيبُهُ الْجَنَابَةُ فَلَا يَجِدُ الْمَاءَ، فَيُصَلِّي حَتَّى يَجِدَ الْمَاءَ، ثُمَّ رَوَاهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَلِيٍّ: وَرَوَاهُ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ السَّلَفِ أَيْضًا: أَنَّهُ فِي السَّفَرِ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ : وَيُسْتَشْهَدُ لِهَذَا الْقَوْلِ بِالْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ وَأَهْلُ السُّنَنِ
[ ص: 1248 ] عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=1584أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=662485الصَّعِيدُ الطَّيِّبُ طَهُورُ الْمُسْلِمِ، وَإِنْ لَمْ تَجِدِ الْمَاءَ عَشْرَ حِجَجٍ، فَإِذَا وَجَدْتَ الْمَاءَ فَأَمِسَّهُ بَشَرَتَكَ فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ لَكَ وَفِي هَذَا التَّأْوِيلِ بَقَاءُ لَفْظِ الصَّلَاةِ عَلَى مَعْنَاهُ الْحَقِيقِيِّ فِي الْجُمْلَتَيْنِ الْمُتَعَاطِفَتَيْنِ، وَفِي التَّأْوِيلِ السَّابِقِ تَكُونُ الصَّلَاةُ فِي الْجُمْلَةِ الثَّانِيَةِ مَحْمُولَةً عَلَى مَوَاضِعِهَا.
قَالَ فِي "فَتْحِ الْبَيَانِ": وَبِالْجُمْلَةِ، فَالْحَالُ الْأُولَى أَعْنِي قَوْلَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43وَأَنْتُمْ سُكَارَى تُقَوِّي بَقَاءَ الصَّلَاةِ عَلَى مَعْنَاهُ الْحَقِيقِيِّ مِنْ دُونِ تَقْدِيرِ مُضَافٍ، وَسَبَبُ نُزُولِ الْآيَةِ السَّابِقُ يُقَوِّي ذَلِكَ، وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ يُقَوِّي تَقْدِيرَ الْمُضَافِ، أَيْ: لَا تَقْرَبُوا مَوَاضِعَ الصَّلَاةِ، وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ بَعْضَ قُيُودِ النَّهْيِ (أَعْنِي: (لَا تَقْرَبُوا) وَهُوَ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43وَأَنْتُمْ سُكَارَى ) يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالصَّلَاةِ مَعْنَاهَا الْحَقِيقِيُّ، وَبَعْضُ قُيُودِ النَّهْيِ (وَهُوَ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ ) يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ مَوَاضِعُ الصَّلَاةِ، وَلَا مَانِعَ مِنِ اعْتِبَارِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَعَ قَيْدِهِ الدَّالِّ عَلَيْهِ، وَيَكُونُ ذَلِكَ بِمَنْزِلَةِ نَهْيَيْنِ مُقَيَّدٍ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِقَيْدٍ، وَهُمَا: لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ الَّتِي هِيَ ذَاتُ الْأَذْكَارِ وَالْأَرْكَانِ وَأَنْتُمْ سُكَارَى، وَلَا تَقْرَبُوا مَوَاضِعَ الصَّلَاةِ حَالَ كَوْنِكُمْ جُنُبًا إِلَّا حَالَ عُبُورِكُمُ الْمَسْجِدَ مِنْ جَانِبٍ إِلَى جَانِبٍ، وَغَايَةُ مَا يُقَالُ فِي هَذَا: إِنَّهُ مِنَ الْجَمْعِ بَيْنَ الْحَقِيقَةِ وَالْمَجَازِ، وَهُوَ جَائِزٌ بِتَأْوِيلِ مَشْهُورٍ.
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ (بَعْدَ حِكَايَتِهِ لِلتَّأْوِيلَيْنِ): وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ بِالتَّأْوِيلِ لِذَلِكَ تَأْوِيلُ مَنْ تَأَوَّلَهُ:
[ ص: 1249 ] nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ إِلَّا مُجْتَازِي طَرِيقٍ فِيهِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ قَدْ بَيَّنَ حُكْمَ الْمُسَافِرِ إِذَا عَدَمَ الْمَاءَ - وَهُوَ جُنُبٌ - فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ إِلَى آخِرِهِ، فَكَانَ مَعْلُومًا بِذَلِكَ أَنَّ قَوْلَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا لَوْ كَانَ مَعْنِيًّا بِهِ الْمُسَافِرُ لَمْ يَكُنْ لِإِعَادَةِ ذِكْرِهِ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ مَعْنَى مَفْهُومٌ، وَقَدْ مَضَى ذِكْرُ حُكْمِهِ قَبْلَ ذَلِكَ.
وَإِذْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ فَتَأْوِيلُ الْآيَةِ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الْمَسَاجِدَ لِلصَّلَاةِ مُصَلِّينَ فِيهَا وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ، وَلَا تَقْرَبُوهَا أَيْضًا جُنُبًا حَتَّى تَغْتَسِلُوا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ.
قَالَ: وَ(الْعَابِرُ السَّبِيلِ) الْمُجْتَازُهُ مَرًّا وَقَطْعًا، يُقَالُ مِنْهُ: عَبَرْتُ هَذَا الطَّرِيقَ فَأَنَا أَعْبُرُهُ عَبْرًا وَعُبُورًا، وَمِنْهُ قِيلَ: عَبَرَ فُلَانٌ النَّهَرَ إِذَا قَطَعَهُ وَجَازَهُ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلنَّاقَةِ الْقَوِيَّةِ عَلَى الْأَسْفَارِ: هِيَ عُبْرُ أَسْفَارٍ، وَعَبْرُ أَسْفَارٍ؛ لِقُوَّتِهَا عَلَى الْأَسْفَارِ.
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ : وَهَذَا الَّذِي نَصَرَهُ (يَعْنِي
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنَ جَرِيرٍ ) هُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ وَهُوَ الظَّاهِرُ مِنَ الْآيَةِ، وَكَأَنَّهُ تَعَالَى نَهَى عَنْ تَعَاطِي الصَّلَاةِ عَلَى هَيْئَةٍ نَاقِصَةٍ تُنَاقِضُ مَقْصُودَهَا، وَعَنِ الدُّخُولِ إِلَى مَحَلِّهَا عَلَى هَيْئَةٍ نَاقِصَةٍ وَهِيَ الْجَنَابَةُ الْمُبَاعِدَةُ لِلصَّلَاةِ وَلِمَحَلِّهَا أَيْضًا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=43حَتَّى تَغْتَسِلُوا غَايَةٌ لِلنَّهْيِ عَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=727قُرْبَانِ الصَّلَاةِ وَمَوَاضِعِهَا حَالَ الْجَنَابَةِ، وَالْمَعْنَى: لَا تَقْرَبُوهَا حَالَ الْجَنَابَةِ حَتَّى تَغْتَسِلُوا إِلَّا حَالَ عُبُورِكُمُ السَّبِيلَ.