الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما يكره من الأسماء

                                                                                                          2835 حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو أحمد حدثنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهين أن يسمى رافع وبركة ويسار قال أبو عيسى هذا حديث غريب هكذا رواه أبو أحمد عن سفيان عن أبي الزبير عن جابر عن عمر ورواه غيره عن سفيان عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبو أحمد ثقة حافظ والمشهور عند الناس هذا الحديث عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم وليس فيه عن عمر

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا أبو أحمد ) اسمه محمد بن عبد الله الزبيري .

                                                                                                          قوله : ( لأنهين أن يسمى ) بصيغة المجهول ( رافع وبركة ويسار ) وفي رواية ابن ماجه : لئن عشت إن شاء الله لأنهين أن يسمى رباح ونجيح وأفلح ونافع ويسار وعلة النهي عن التسمية بهذه الأسماء تأتي في حديث سمرة بن جندب الآتي .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث غريب ) وأخرجه ابن ماجه ( والمشهور عند الناس هذا الحديث عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس فيه عن عمر ) أخرجه مسلم من طريق ابن جريج ، قال أخبرني أبو الزبير أنه [ ص: 101 ] سمع جابر بن عبد الله يقول : أراد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن ينهى أن يسمى بيعلى وببركة وبأفلح وبيسار وبنافع وبنحو ذلك ، ثم رأيته سكت بعد عنها فلم يقل شيئا ، ثم قبض رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولم ينه عن ذلك ، ثم أراد عمر أن ينهى عن ذلك ثم تركه .

                                                                                                          فإن قلت : حديث جابر هذا يدل على أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أراد أن ينهى عن التسمية بهذه الأسماء ولم ينه عنه . وحديث سمرة الآتي يدل على أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد نهى عن ذلك فما وجه الجمع بينهما ؟ قلت : وجه الجمع أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أراد أن ينهى نهي تحريم ثم سكت بعد ذلك رحمة على الأمة لعموم البلوى وإيقاع الحرج لا سيما وأكثر الناس ما يفرقون بين الأسماء من القبح والحسن فالنهي المنفي محمول على التحريم والمثبت على التنزيه .




                                                                                                          الخدمات العلمية