الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ بطل ]

                                                          بطل : بطل الشيء يبطل بطلا وبطولا وبطلانا : ذهب ضياعا وخسرا ، فهو باطل ، وأبطله هو . ويقال : ذهب دمه بطلا أي هدرا . وبطل في حديثه بطالة وأبطل : هزل ، والاسم البطل . والباطل : نقيض الحق ، والجمع أباطيل ، على غير قياس ، كأنه جمع إبطال أو إبطيل ، هذا مذهب سيبويه ، وفي التهذيب : ويجمع الباطل بواطل ، قال أبو حاتم : واحدة الأباطيل أبطولة ، وقال ابن دريد : واحدتها إبطالة . ودعوى باطل وباطلة ، عن الزجاج . وأبطل : جاء بالباطل ، والبطلة : السحرة ، مأخوذ منه ، وقد جاء في الحديث : " ولا تستطيعه البطلة " ، قيل : هم السحرة . ورجل بطال ذو باطل . وقالوا : باطل بين البطول . وتبطلوا بينهم : تداولوا الباطل ، عن اللحياني . والتبطل : فعل البطالة وهو اتباع اللهو والجهالة . وقالوا : بينهم أبطولة يتبطلون بها أي يقولونها ويتداولونها . وأبطلت الشيء : جعلته [ ص: 104 ] باطلا . وأبطل فلان : جاء بكذب وادعى باطلا . وقوله - تعالى - : وما يبدئ الباطل وما يعيد ; قال : الباطل هنا إبليس ، أراد ذا الباطل أو صاحب الباطل ، وهو إبليس . وفي حديث الأسود ابن سريع : كنت أنشد النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما دخل عمر قال : اسكت ! إن عمر لا يحب الباطل ، قال ابن الأثير : أراد بالباطل صناعة الشعر واتخاذه كسبا بالمدح والذم ، فأما ما كان ينشده النبي - صلى الله عليه وسلم - فليس من ذلك ولكنه خاف أن لا يفرق الأسود بينه وبين سائره فأعلمه ذلك . والبطل : الشجاع . وفي الحديث : شاكي السلاح بطل مجرب . ورجل بطل بين البطالة والبطولة : شجاع تبطل جراحته فلا يكترث لها ولا تبطل نجادته ، وقيل : إنما سمي بطلا لأنه يبطل العظائم بسيفه فيبهرجها ، وقيل : سمي بطلا لأن الأشداء يبطلون عنده ، وقيل : هو الذي تبطل عنده دماء الأقران فلا يدرك عنده ثأر من قوم أبطال ، وبطال بين البطالة والبطالة . وقد بطل ، بالضم ، يبطل بطولة وبطالة أي صار شجاعا وتبطل ، قال أبو كبير الهذلي :


                                                          ذهب الشباب وفات منه ما مضى ونضا زهير كريهتي وتبطلا .



                                                          وجعله أبو عبيد من المصادر التي لا أفعال لها ، وحكى ابن الأعرابي بطال بين البطالة ، بالفتح ، يعني به البطل . وامرأة بطلة ، والجمع بالألف والتاء ، ولا يكسر على فعال لأن مذكرها لم يكسر عليه . وبطل الأجير ، بالفتح ، يبطل بطالة وبطالة أي تعطل فهو بطال .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية