الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2842 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11790آدم حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15683حبيب بن أبي ثابت قال سمعت أبا العباس الشاعر وكان لا يتهم في حديثه قال سمعت nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يقول nindex.php?page=hadith&LINKID=652782جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد فقال nindex.php?page=treesubj&link=18011_7883_18008أحي والداك قال نعم قال ففيهما فجاهد
قوله : ( باب الجهاد بإذن الأبوين ) كذا أطلق ، وهو قول الثوري ، وقيده بالإسلام الجمهور ، ولم يقع في حديث الباب أنهما منعاه ، لكن لعله أشار إلى حديث أبي سعيد الآتي .
[ ص: 163 ] قوله : ( سمعت أبا العباس الشاعر وكان لا يتهم في حديثه ) تقدم القول في ذلك في " باب صوم داود " من كتاب الصيام ، وقد خالف الأعمش شعبة فرواه ابن ماجه من طريق أبي معاوية عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد الله بن باباه عن عبد الله بن عمرو ، فلعل لحبيب فيه إسنادين ، ويؤيده أن بكر بن بكار رواه عن شعبة عن حبيب عن عبد الله بن باباه كذلك .
قوله : ( جاء رجل ) يحتمل أن يكون هو جاهمة بن العباس بن مرداس ، فقد روى nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وأحمد من طريق معاوية بن جاهمة nindex.php?page=hadith&LINKID=888558 " أن جاهمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أردت الغزو وجئت لأستشيرك ، فقال هل لك من أم ؟ قال نعم . قال الزمها " الحديث ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن محمد بن طلحة بن ركانة عن معاوية بن جاهمة السلمي عن أبيه قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أستأذنه في الجهاد " فذكره . وقد اختلف في إسناده على محمد بن طلحة اختلافا كثيرا بينته في ترجمة جاهمة من كتابي في الصحابة .
قوله : ( فيهما فجاهد ) أي خصصهما بجهاد النفس في رضاهما ، ويستفاد منه جواز التعبير عن الشيء بضده إذا فهم المعنى ، لأن صيغة الأمر في قوله " فجاهد " ظاهرها إيصال الضرر الذي كان يحصل لغيرهما لهما ، وليس ذلك مرادا قطعا ، وإنما المراد إيصال القدر المشترك من كلفة الجهاد وهو تعب البدن والمال ، ويؤخذ منه أن كل شيء يتعب النفس يسمى جهادا ، وفيه أن nindex.php?page=treesubj&link=32470بر الوالد قد يكون أفضل من الجهاد ، وأن المستشار يشير بالنصيحة المحضة ، وأن المكلف يستفضل عن الأفضل في أعمال الطاعة ليعمل به لأنه سمع فضل الجهاد فبادر إليه ، ثم لم يقنع حتى استأذن فيه فدل على ما هو أفضل منه في حقه ، ولولا السؤال ما حصل له العلم بذلك . ولمسلم nindex.php?page=showalam&ids=16000وسعيد بن منصور من طريق ناعم مولى أم سلمة عن عبد الله بن عمرو في نحو هذه القصة قال : ارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما " ولأبي داود nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان من وجه آخر عن عبد الله بن عمرو " ارجع فأضحكهما كما أبكيتهما ، وأصرح من ذلك حديث أبي سعيد عند أبي داود بلفظ : ارجع فاستأذنهما فإن أذنا لك فجاهد ، وإلا فبرهما ، وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان . قال جمهور العلماء : يحرم nindex.php?page=treesubj&link=7884الجهاد إذا منع الأبوان أو أحدهما بشرط أن يكونا مسلمين ، لأن برهما فرض عين عليه والجهاد فرض كفاية ، فإذا تعين الجهاد فلا إذن . ويشهد له ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان من طريق أخرى عن عبد الله بن عمرو nindex.php?page=hadith&LINKID=888559جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن أفضل الأعمال ، قال : الصلاة . قال ثم مه قال الجهاد . قال فإن لي والدين ، فقال آمرك بوالديك خيرا . فقال والذي بعثك بالحق نبيا لأجاهدن ولأتركنهما ، قال فأنت أعلم وهو محمول على جهاد فرض العين توفيقا بين الحديثين ، وهل يلحق الجد والجدة بالأبوين في ذلك ؟
الأصح عند الشافعية نعم والأصح أيضا أن لا يفرق بين الحر والرقيق في ذلك لشمول طلب البر ، فلو كان الولد رقيقا فأذن له سيده لم يعتبر إذن أبويه ، nindex.php?page=treesubj&link=7887ولهما الرجوع في الإذن إلا إن حضر الصف ، وكذا لو شرطا أن لا يقاتل فحضر الصف فلا أثر للشرط ، واستدل به على تحريم nindex.php?page=treesubj&link=26242السفر بغير إذن لأن الجهاد إذا منع مع فضيلته فالسفر المباح أولى نعم إن كان سفره لتعلم فرض عين حيث تعيين السفر طريقا إليه فلا منع ، وإن كان فرض كفاية ففيه خلاف . [ ص: 164 ] وفي الحديث nindex.php?page=treesubj&link=32470فضل بر الوالدين وتعظيم حقهما وكثرة الثواب على برهما ، وسيأتي بسط ذلك في كتاب الأدب إن شاء الله تعالى .