الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل - : إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ؛ قال أبو عبيدة معمر بن المثنى : جهنم أدراك؛ أي : منازل؛ فكل منزلة منها درك.

                                                                                                                                                                                                                                        والقراءة : " الدرك " ؛ بفتح الراء؛ و " الدرك " ؛ بتسكين الراء؛ فأما أهل المدينة ؛ وأهل البصرة ؛ فيقرؤونها : " الدرك " ؛ بفتح الراء؛ وأما أهل الكوفة؛ والأعمش؛ وحمزة؛ ويحيى بن وثاب؛ فيقرؤون : " الدرك " ؛ وقد اختلف فيها عن عاصم؛ فرواها بعضهم عنه : " الدرك " ؛ ورواها بعضهم : " الدرك " ؛ بالحركة؛ والسكون؛ جميعا؛ واللغتان حكاهما جميعا أهل اللغة؛ إلا أن الاختيار فتح الراء؛ لإجماع المدنيين؛ والبصريين عليها؛ وأن أحدا من المحدثين ما رواها إلا " الدرك " ؛ بفتح الراء؛ فلذلك اخترنا " الدرك " . وقوله - عز وجل - : ولن تجد لهم نصيرا ؛ أي : لا يمنعهم مانع من عذاب الله - عز وجل -؛ ولا يشفع لهم شافع.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية