الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما

                                                                                                                                                                                                                                      65 - فلا وربك أي: فوربك، كقوله: فوربك لنسألنهم [الحجر: 92] و "لا" مزيدة لتأكيد معنى القسم، وجواب القسم لا يؤمنون أو التقدير "فلا" أي: ليس الأمر كما يقولون، ثم قال: وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم فيما اختلف بينهم واختلط، ومنه: الشجر; لتداخل أغصانه. ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا ضيقا مما قضيت أي: لا تضيق صدورهم من حكمك، أو شكا; لأن الشاك في ضيق من أمره [ ص: 371 ] حتى يلوح له اليقين ويسلموا تسليما وينقادوا لقضائك انقيادا، وحقيقته: سلم نفسه له وأسلمها، أي: جعلها سالمة له، أي: خالصة، و "تسليما" مصدر مؤكد للفعل بمنزلة تكريره، كأنه قيل: وينقادوا لحكمك انقيادا لا شبهة فيه بظاهرهم وباطنهم. والمعنى: لا يكونون مؤمنين حتى يرضوا بحكمك وقضائك.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية