الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أمر التكوين :

فوجه منه أمر تكوين للشيء ، قال الله : ( وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر ) ، فهذا أمر التكوين الذي لا يأمر الله به إلا مرة واحدة ، حتى يكون المأمور به كما أراد الله من غير إباء ، ولا امتناع ، لأن الله يتولى تكونه بقدرته ، قال الله تبارك وتعالى : ( إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ) .

ومن ذلك قوله للذين اعتدوا : ( كونوا قردة خاسئين ) ، فكانوا قردة ، ولم يكن لهم في كونهم قردة نية ، ولا إرادة ، ولا كانوا مطيعين طاعة يستوجبون بها ثوابا ، ومن ذلك قوله : ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون الحق من ربك ) ، فكان آدم كما أمره الله من غير أن يكون بذلك مطيعا طاعة يستوجب بها ثوابا ، لأنه لم يكن منه في كونه كما أراد الله نية ، ولا إرادة .

التالي السابق


الخدمات العلمية