الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6427 ) مسألة : قال : ( ولو طلق زوجته ثلاثا ، وهي ترضع من لبن ولده ، فتزوجت بصبي مرضع ، فأرضعته ، فحرمت عليه ، ثم تزوجت بآخر ، ودخل بها ووطئها ، ثم طلقها ، أو مات عنها ، لم يجز أن يتزوجها الأول ; لأنها صارت من حلائل الأبناء لما أرضعت الصبي الذي تزوجت به ) هذه المسألة من فروع المسألة التي قبلها ، وهو أن المرتضع يصير ابنا للرجل الذي ثاب اللبن بوطئه . فهذه المرأة لما تزوجت صبيا ، ثم أرضعته بلبن مطلقها ، صار ابنا لمطلقها فحرمت عليه ; لأنها أمه ، وبانت منه ، وكانت زوجة له ، فصارت زوجة لابن مطلقها ، فحرمت على الأول على التأبيد ; لكونها صارت من حلائل أبنائه .

                                                                                                                                            ولو تزوجت امرأة صبيا ، فوجدت به عيبا ، ففسخت نكاحه ، ثم تزوجت كبيرا ، فصار لها منه لبن ، فأرضعت به الصبي خمس رضعات ، حرمت على زوجها ; لأنها صارت من حلائل أبنائه . ولو زوج الرجل أم ولده أو أمته بصبي مملوك ، فأرضعته بلبن سيدها خمس رضعات ، انفسخ نكاحه ، وحرمت على سيدها على التأبيد ; لأنها صارت من حلائل أبنائه . فإن كان الصبي حرا ، لم يتصور هذا الفرع ، لم يصح نكاحه ; لأن من شرط جواز نكاح الحر الأمة ، خوف العنت ، ولا يوجد ذلك في الطفل ، فإن تزوج بها كان النكاح فاسدا ، وإن أرضعته ، لم تحرم على سيدها ; لأنه ليس بزوج في الحقيقة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية