الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              21 [ ص: 577 ] 14 - باب : من كره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار من الإيمان.

                                                                                                                                                                                                                              21 - حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن أحب عبدا لا يحبه إلا لله، ومن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله، كما يكره أن يلقى في النار". [انظر: 16 - مسلم: 43 - فتح: 1 \ 72]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              نا سليمان بن حرب نا شعبة، عن قتادة، عن أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن أحب عبدا لا يحبه إلا لله، ومن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله، كما يكره أن يلقى في النار".

                                                                                                                                                                                                                              هذا الحديث تقدم شرحه في باب: حلاوة الإيمان قريبا وكذا رجاله إلا سليمان، وهو أبو أيوب سليمان بن حرب بن بجيل -بموحدة مفتوحة، ثم بجيم مكسورة، ثم مثناة تحت، ثم لام- الأزدي الواشحي -بكسر الشين المعجمة، ثم حاء مهملة مكسورة- البصري.

                                                                                                                                                                                                                              وواشح بطن من الأزد، سكن مكة وكان قاضيها، سمع: شعبة والحمادين وغيرهما، وعنه أحمد والذهلي والحميدي والبخاري، وهؤلاء شيوخه، وقد شاركهم في الرواية عنه، وهذا أحد ضروب علو روايته.

                                                                                                                                                                                                                              وروى عنه أبو داود أيضا، وروى مسلم والترمذي وابن ماجه عن رجل عنه، وجلالته وإمامته وحفظه وورعه وصيانته وإتقانه وثقته مجمع عليها.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 578 ] قال أبو حاتم: هو إمام من الأئمة، لا يدلس، ويتكلم في الرجال والفقه، وظهر من حديثه نحو عشرة آلاف ما رأيت في يده كتابا قط، وحزر مجلسه (أربعين) ألفا. ولد سنة أربعين ومائة، ومات سنة أربع وعشرين ومائتين، وقيل: سنة ثلاث، وقيل: سبع، والأول أصح.

                                                                                                                                                                                                                              قال الخطيب: حدث عنه يحيى بن سعيد القطان، وأبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، وبين وفاتيهما مائة وسبع (سنين).

                                                                                                                                                                                                                              قال أبو الشيخ الحافظ: توفي أبو خليفة سنة خمس وثلاثمائة وتوفي القطان سنة ثمان وتسعين ومائة.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية