الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      لابثين فيها أحقابا لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا

                                                                                                                                                                                                                                      23 - لابثين ؛ ماكثين؛ حال مقدرة من الضمير في "للطاغين"؛ " حمزة ": "لبثين"؛ و"اللبث"؛ أقوى؛ إذ اللابث من وجد منه اللبث؛ وإن قل؛ و"اللبث"؛ من شأنه اللبث والمقام في المكان؛ فيها ؛ في جهنم؛ أحقابا ؛ ظرف؛ جمع "حقب"؛ وهو الدهر؛ ولم يرد به عدد محصور؛ بل الأبد؛ كلما مضى حقب تبعه آخر؛ إلى غير نهاية؛ ولا يستعمل الحقب والحقبة إلا إذا أريد تتابع الأزمنة؛ وتواليها؛ وقيل: الحقب: ثمانون سنة؛ وسئل بعض العلماء عن هذه الآية؛ فأجاب بعد عشرين سنة: "لابثين فيها أحقابا؛ لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا - أي: "غير ذائقين"؛ حال من ضمير "لابثين" -؛ فإذا انقضت هذه الأحقاب التي عذبوا فيها بمنع البرد والشراب؛ بدلوا بأحقاب أخر؛ فيها عذاب آخر؛ وهي أحقاب بعد أحقاب؛ لا انقطاع لها"؛ وقيل: هو من "حقب عامنا"؛ إذا قل مطره وخيره؛ و"حقب فلان"؛ إذا أخطأ الرزق؛ فهو "حقب"؛ وجمعه: [ ص: 592 ] "أحقاب"؛ فينتصب حالا عنهم؛ أي: لابثين فيها "حقبين"؛ و لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا ؛ تفسير له؛ وقوله:

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية