الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وتحبون المال حبا جما أي: كثيرا كما قال ابن عباس وأنشد قول أمية:


                                                                                                                                                                                                                                      إن تغفر اللهم تغفر جما وأي عبد لك لا ألما



                                                                                                                                                                                                                                      والمراد أنكم تحبونه مع حرص وشره كلا ردع لهم عن ذلك، وقوله تعالى: إذا دكت الأرض دكا دكا إلى آخره استئناف جيء به بطريق الوعيد تعليلا للردع. والدك قال الخليل: كسر الحائط والجبل ونحوها، وتكريره للدلالة على الاستيعاب فليس الثاني تأكيدا للأول بل ذلك نظير الحال في نحو قولك: جاءوا رجلا رجلا، وعلمته الحساب بابا بابا؛ أي: [ ص: 128 ] إذا دكت الأرض دكا متتابعا حتى انكسر وذهب كل ما على وجهها من جبال وأبنية وقصور وغيرها حين زلزلت المرة بعد المرة وصارت هباء منثورا. وقال المبرد: الدك حط المرتفع بالبسط والتسوية، واندك سنام البعير إذا افترش في ظهره، وناقة دكاء إذا كانت كذلك، والمعنى عليه: إذا سويت تسوية بعد تسوية ولم يبق على وجهها شيء حتى صارت كالصخرة الملساء، وأيا ما كان فهو على ما قيل: عبارة عما عرض للأرض عند النفخة الثانية.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية