الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      ابن الربيع

                                                                                      الشيخ الإمام العلامة ذو الفنون مجد الدين أبو علي يحيى ابن الإمام الفقيه أبي الفضل الربيع بن سليمان بن حراز العمري الواسطي الشافعي الأصولي مدرس النظامية .

                                                                                      ولد بواسط سنة ثمان وعشرين .

                                                                                      وقرأ بالروايات على جده لأمه أبي يعلى محمد بن سعد بن تركان ، وعلق الخلاف ببلده عن القاضي أبي يعلى بن الفراء الصغير ، إذ ولي قضاء واسط . وسمع في صغره كثيرا من أبي الكرم بن الجلخت ، والقاضي محمد بن علي الجلابي ، وأحمد بن عبيد الله الآمدي . وارتحل إلى بغداد ، فتفقه بها على مدرس النظامية أبي النجيب . وتفقه أيضا على أبيه ، وأبي جعفر هبة الله بن البوقي . وسمع ببغداد من ابن ناصر وأبي الوقت وعبد الخالق بن يوسف . وسار إلى نيسابور ، فتفقه عند محمد بن يحيى ، وبرع [ ص: 487 ] في العلم . وسمع من أبي البركات بن الفراوي ، وعبد الخالق بن الشحامي . ومضى رسولا من الديوان إلى صاحب غزنة ، فحدث هناك في سنة ثمان وتسعين . وبلغ من الحشمة والجاه رتبة عالية .

                                                                                      قال الدبيثي : كان ثقة صحيح السماع عالما بالمذهب وبالخلاف والتفسير والحديث ، كثير الفنون .

                                                                                      وقال أبو شامة : كان عالما بالتفسير والمذهب والأصلين والخلاف ، دينا صدوقا .

                                                                                      وقال الموفق عبد اللطيف : كان معيد ابن فضلان ، وكان أبرع وأقوم بالمذهب وعلم القرآن من ابن فضلان ، وكان بينهما صحبة جميلة لم أر مثلها بين اثنين قط ; فكنا نسمع الدرس من الشيخ فلا نفهمه لكثرة فراقعه ، ثم نقوم إلى ابن الربيع فكما نسمعه نفهمه ، وكانت الفتيا تأتي ابن فضلان فلا يكتب حتى يشاور ابن الربيع . ثم أخذ ابن الربيع تدريس النظامية ، ونفذ رسولا إلى خراسان فمات في الطريق .

                                                                                      قلت : حدث عنه ابن الدبيثي ، وابن النجار ، والضياء ، وابن خليل ، وأجاز للشيخ وللفخر علي .

                                                                                      وتوفي في أواخر شهر ذي القعدة سنة ست وستمائة وله إجازة من زاهر بن طاهر .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية