الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا

                                                                                                                                                                                                                                      40 - إنا أنذرناكم ؛ أيها الكفار؛ عذابا قريبا ؛ في الآخرة؛ لأن ما هو آت [ ص: 594 ] قريب؛ يوم ينظر المرء ؛ الكافر؛ لقوله: "إنا أنذرناكم عذابا قريبا"؛ ما قدمت يداه ؛ من الشر؛ كقوله: وذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم ؛ وتخصيص الأيدي لأن أكثر الأعمال تقع بها؛ وإن احتمل ألا يكون للأيدي مدخل فيما ارتكب من الآثام؛ ويقول الكافر ؛ وضع الظاهر موضع المضمر لزيادة الذم؛ أو "المرء"؛ عام؛ وخص منه الكافر؛ و"ما قدمت يداه": ما عمل من خير؛ وشر؛ أو هو المؤمن؛ لذكر الكافر بعده؛ وما قدم من خير؛ و"ما"؛ استفهامية؛ منصوبة بـ "قدمت"؛ أي: "ينظر أي شيء قدمت يداه"؛ أو موصولة؛ منصوبة بـ "ينظر"؛ يقال: "نظرته"؛ يعني: "نظرت إليه"؛ والراجع من الصلة محذوف؛ أي: "ما قدمته"؛ يا ليتني كنت ترابا ؛ في الدنيا؛ فلم أخلق؛ ولم أكلف؛ أو: يا ليتني كنت ترابا في هذا اليوم؛ فلم أبعث؛ وقيل: "يحشر الله الحيوان غير المكلف؛ حتى يقتص للجماء من القرناء؛ ثم يرده ترابا؛ فيود الكافر حاله"؛ وقيل: "الكافر إبليس؛ يتمنى أن يكون كآدم؛ مخلوقا من التراب؛ ليثاب ثواب أولاده المؤمنين".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية