الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وأهديك إلى ربك فتخشى

                                                                                                                                                                                                                                      19 - وأهديك إلى ربك ؛ وأرشدك إلى معرفة الله؛ بذكر صفاته؛ فتعرفه؛ فتخشى ؛ لأن الخشية لا تكون إلا بالمعرفة؛ قال الله (تعالى): إنما يخشى الله من عباده العلماء ؛ أي: العلماء به؛ وعن بعض الحكماء: "اعرف الله؛ فمن عرف الله لم يقدر أن يعصيه طرفة عين"؛ فالخشية ملاك الأمر؛ من خشي الله أتى منه كل خير؛ ومن أمن اجترأ على كل شر؛ ومنه الحديث: "من خاف أدلج؛ ومن أدلج بلغ المنزل"؛ بدأ مخاطبته بالاستفهام؛ الذي معناه العرض؛ كما يقول الرجل لضيفه: "هل لك أن تنزل بنا"؛ وأردفه الكلام الرقيق؛ ليستدعيه باللطف في القول؛ ويستنزله بالمداراة عن عتوه؛ كما أمر بذلك في قوله (تعالى): فقولا له قولا لينا

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية