الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 77 ] قوله تعالى : إن الذين آمنوا ثم كفروا الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن قتادة في الآية قال : هم اليهود، والنصارى، آمنت اليهود بالتوراة، ثم كفرت، وآمنت النصارى بالإنجيل، ثم كفرت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، عن قتادة في قوله : إن الذين آمنوا ثم كفروا قال : هؤلاء اليهود، آمنوا بالتوراة، ثم كفروا، ثم ذكر النصارى فقال : ثم آمنوا ثم كفروا يقول : آمنوا بالإنجيل، ثم كفروا به، ثم ازدادوا كفرا بمحمد صلى الله عليه وسلم، ولا ليهديهم سبيلا قال : طريق هدى، وقد كفروا بآيات الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن ابن زيد في الآية قال : هؤلاء المنافقون، آمنوا مرتين، وكفروا مرتين، ثم ازدادوا كفرا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، عن مجاهد في الآية قال : هم المنافقون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن علي، أنه قال في المرتد : إن كنت لمستتيبه ثلاثا، ثم قرأ هذه الآية : إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، والبيهقي في "سننه"، عن فضالة بن عبيد، أنه أتي [ ص: 78 ] برجل من المسلمين قد فر إلى العدو، فأقاله الإسلام فأسلم، ثم فر الثانية فأتي به فأقاله الإسلام، ثم فر الثالثة فأتي به، فنزع بهذه الآية : إن الذين آمنوا ثم كفروا إلى قوله : سبيلا ثم ضرب عنقه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : ثم ازدادوا كفرا قال : تموا على كفرهم حتى ماتوا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن مجاهد ، مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية