الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما

                                                                                                                                                                                                                                      فليقاتل في سبيل الله قدم الظرف على الفاعل للاهتمام به. الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة أي: يبيعونها بها وهم المؤمنون، فالفاء جواب شرط مقدر أي: إن بطأ هؤلاء عن القتال فليقاتل المخلصون الباذلون أنفسهم في طلب الآخرة أو الذين يشترونها ويختارونها على الآخرة وهم المبطئون، فالفاء للتعقيب أي: ليتركوا ما كانوا عليه من التثبيط والنفاق وليعقبوه بالقتال في سبيل الله. ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه بنون العظمة التفاتا. أجرا عظيما لا يقادر قدره وتعقيب القتال بأحد الأمرين للإشعار بأن المجاهد حقه أن يوطن نفسه بإحدى الحسنيين ولا يخطر بباله القسم الثالث أصلا، وتقديم القتل للإيذان بتقدمه في استتباع الأجر. روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تكفل الله تعالى لمن جاهد في سبيله لا يخرجه إلا جهاد في سبيله وتصديق كلمته أن يدخله الجنة أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر وغنيمة".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية