الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  122 باب ما يستحب للعالم إذا سئل أي الناس أعلم فيكل العلم إلى الله

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي هذا باب في بيان ما يستحب للعالم إذا سئل .. إلخ ، وكلمة ما موصولة ، ويجوز أن تكون مصدرية ، والتقدير : استحباب العالم ، وكلمة " إذا " ظرفية فتكون ظرفا لقوله " يستحب " ، والفاء في قوله " فيكل " تفسيرية على أن قوله " يكل " في قوة المصدر بتقدير أن ، والتقدير : ما يستحب وقت السؤال هو الوكول ، ويجوز أن تكون " إذا " شرطية و” الفاء " حينئذ داخلة على الجزاء والتقدير : فهو يكل ، والجملة بيان لما يستحب ، قوله “ أي الناس " أي أي شخص من أشخاص الإنسان أعلم من غيره ، وروي : إذا سئل أي الناس أعلم أن يكل ، و” أن " مصدرية ، والتقدير : باب استحباب وكول العالم العلم إلى الله تعالى وقت السؤال عنه ، أي الناس أعلم .

                                                                                                                                                                                  قوله " يكل " أصله يوكل ; لأنه من وكل الأمر إلى نفسه وكلا ، ووكولا وهذا أمر موكول إلى رأيك ، حذفت الواو لوقوعها بين الياء والكسرة كما في " يعد " ونحوه ، ومعنى أصل التركيب يدل على اعتماد غيرك في أمرك .

                                                                                                                                                                                  وجه المناسبة بين البابين من حيث إن المذكور في الباب الأول لزوم الإنصات للعالم ، وهو في الحقيقة وكول أمره إليه في حالة السماع ، وكذلك ها هنا لزوم وكول الأمر إلى الله تعالى إذا سئل عن الأعلم .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية