الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ علك ]

                                                          علك : علكت الدابة اللجام تعلكه علكا : لاكته وحركته في فيها ؛ قال النابغة الذبياني :


                                                          خيل صيام وخيل غير صائمة تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما

                                                          وعلك نابيه : حرق أحدهما بالآخر فحدث بينهما صوت ؛ قال العجير السلولي :


                                                          فجئت وخصمي يعلكون نيوبهم     كما وضعت تحت الشفار عزوز

                                                          وعلك الشيء يعلكه ويعلكه علكا : مضغه ولجلجه . وطعام عالك وعلك : متين الممضغة . والعلك : ضرب من صمغ الشجر كاللبان يمضغ فلا ينماع ، والجمع علوك وأعلاك ، وقد علكه ، وبائعه علاك . وما ذقت علاكا . أي : ما يعلك . وفي الحديث : أنه مر برجل وبرمته تفور على النار ، فتناول منها بضعة ، فلم يزل يعلكها حتى أحرم في الصلاة . أي : يمضغها . وعلك القربة بالتشديد : أجاد دبغها ؛ عن أبي حنيفة .

                                                          وعلك ماله : أحسن القيام عليه . قال :


                                                          وكائن من فتى سوء تراه     يعلك هجمة حمرا وجونا

                                                          وشيء علك أي : لزج .

                                                          وعلك يديه على ماله : شدهما من بخله فلم يقر ضيفا ، ولا أعطى سائلا والعلكة : شقشقة الجمل عند الهدير ؛ قال رؤبة :


                                                          يجمعن رارا وهديرا محضا     في علكات يعتلين النهضا

                                                          والعلك والعلاك : شجر ينبت بالحجاز ؛ قال أبو حنيفة : هو شجر لم أسمع له بحلية .

                                                          وفي حديث لجرير بن عبد الله : أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله عن منزله ببيشة فوصفها جرير ، فقال : سهل ودكداك ، وسلم وأراك ، وحمض وعلاك .

                                                          العلاك : شجر ينبت بناحية الحجاز ، ويروى بالنون وسنذكره في موضعه ، ويقال له العلك أيضا ؛ قال لبيد :


                                                          لتبقطت علك الحجاز مقيمة     فجنوب ناصفة لقاح الحوأب

                                                          والعولك : عرق في رحم الشاة ، وهو أيضا عرق في الخيل والحمر والغنم ، يكون غامضا في البظارة داخلا فيها ، والبظارة بين الأسكتين وهما جانبا الحياء ؛ واستعار بعض الرجاز ذلك للنساء ، فقال :


                                                          يا صاح ما أصبر ظهر غنام


                                                          خشيت أن تظهر فيه أورام

                                                          [ ص: 259 ]

                                                          من عولكين غلبا بالإبلام

                                                          وذلك أن امرأتين كانتا ركبتا هذا البعير الذي يقال له غنام .

                                                          وجمع العولك : عوالك .

                                                          وفي الصحاح : العولك عرق في الرحم ، ولم يخصص ، ثم قال ما قلناه وذكر الرجز ونسبه إلى العدبس الكناني وقال : إن البعير المركوب أيضا له .

                                                          وشعر معلنكك : كثير متراكب .

                                                          واعلنكك أي : اعلنكد واجتمع .

                                                          قال ابن بري : والمعلاك شيء كالسهم يرمى به .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية