الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ومن سورة البقرة

                                                                                                          2955 حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد وابن أبي عدي ومحمد بن جعفر وعبد الوهاب قالوا حدثنا عوف بن أبي جميلة الأعرابي عن قسامة بن زهير عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض فجاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( ومن سورة البقرة ) .

                                                                                                          هي مدنية بلا خلاف ومائتان وست أو سبع وثمانون آية .

                                                                                                          قوله : ( أخبرنا يحيى بن سعيد ) هو القطان ( وابن أبي عدي ) اسمه محمد بن إبراهيم ( ومحمد بن جعفر ) المعروف بغندر ( وعبد الوهاب ) هو الثقفي ( عن قسامة بن زهير ) بفتح القاف وخفة السين المهملة المازني البصري ثقة من الثالثة .

                                                                                                          قوله : ( إن الله خلق آدم من قبضة ) بالضم ملء الكف وربما جاء بفتح القاف ، ومن ابتدائية متعلقة بخلق ، أو بيانية حال من آدم ( قبضها ) أي أمر الملك بقبضها ( من جميع الأرض ) يعني وجهها ( فجاء بنو آدم على قدر الأرض ) أي مبلغها من الألوان والطباع ( فجاء منهم الأحمر والأبيض والأسود ) بحسب ترابهم ، وهذه الثلاثة هي أصول الألوان وما عداها مركب منها وهو [ ص: 234 ] المراد بقوله ( وبين ذلك ) أي بين الأحمر والأبيض والأسود باعتبار أجزاء أرضه ( والسهل ) أي ومنهم السهل ، أي اللين ( والحزن ) بفتح الحاء وسكون الزاي ، أي الغليظ ( والخبيث ) أي خبيث الخصال ( والطيب ) على طبع أرضهم ، وكل ذلك بتقدير الله تعالى لونا وطبعا وخلقا . قال الطيبي : لما كانت الأوصاف الأربعة ظاهرة في الإنسان والأرض أجريت على حقيقتها وأولت الأربعة الأخيرة لأنها من الأخلاق الباطنة ، فإن المعني بالسهل الرفق واللين . وبالحزن الخرق والعنف ، وبالطيب الذي يعني به الأرض العذبة المؤمن الذي هو نفع كله ، وبالخبيث الذي يراد به الأرض السبخة الكافر الذي هو ضر كله .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد وأبو داود والحاكم والبيهقي .




                                                                                                          الخدمات العلمية