الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
" ما يؤثر عنه في الصيام "

قرأت - في رواية المزني ، عن الشافعي - أنه قال : " قال الله - جل ثناؤه - : ( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات ، ) ثم أبان : أن هذه الأيام : شهر رمضان بقوله تعالى : ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ) إلى قوله تعالى : ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) " .

" وكان بينا - في كتاب الله - عز وجل - : [أنه ] لا يجب صوم ، إلا صوم شهر رمضان . وكان علم شهر رمضان - عند من خوطب باللسان - : أنه الذي بين شعبان وشوال " .

وذكره - في رواية حرملة عنه - بمعناه ، وزاد قال : " فلما أعلم الله الناس : أن فرض الصوم عليهم : شهر رمضان ، وكانت الأعاجم : تعد الشهور بالأيام ، لا بالأهلة ، وتذهب : إلى أن الحساب - إذا عدت الشهور بالأهلة - يختلف . - : فأبان الله تعالى : أن الأهلة هي : المواقيت للناس [ ص: 106 ] والحج ، وذكر الشهور ، فقال : ( إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله ) فدل : على أن الشهور للأهلة - : إذ جعلها المواقيت . - لا ما ذهبت إليه الأعاجم : من العدد بغير الأهلة " .

" ثم بين رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ذلك ، على ما أنزل الله (عز وجل ) ، وبين : أن الشهر : تسع وعشرون يعني : أن الشهر قد يكون تسعا وعشرين . وذلك : أنهم قد يكونون يعلمون : أن الشهر يكون ثلاثين ، فأعلمهم : أنه قد يكون تسعا وعشرين ، وأعلمهم : أن ذلك للأهلة " .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية