الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      الطوسي

                                                                                      الشيخ الإمام المقرئ المعمر مسند خراسان رضي الدين أبو الحسن [ ص: 105 ] المؤيد ابن محمد بن علي بن حسن بن محمد بن أبي صالح الطوسي ثم النيسابوري .

                                                                                      ولد سنة أربع وعشرين وخمسمائة .

                                                                                      وسمع " صحيح مسلم " في سنة ثلاثين من الفراوي . وسمع " صحيح البخاري " من وجيه وأبي المعالي الفارسي ، وعبد الوهاب بن شاه ، و " الموطأ " من هبة الله السيدي سوى الفوت العتيق ، وسمع " تفسير الثعلبي " من عباسة العصاري ، وأكثر " الوسيط " للواحدي من عبد الجبار الخواري ، و " الغاية " لابن مهران من زاهر بن طاهر ، و " الأربعين " للحسن بن سفيان من فاطمة بنت زعبل ، و " جزء ابن نجيد " ، وأشياء تفرد بها ، ورحل إليه من الأقطار . وكان ثقة ، خيرا ، مقرئا جليلا .

                                                                                      حدث عنه العلامة جمال الدين محمود بن الحصيري ، وابن الصلاح ، والقاضي الخوئي ، وابن نقطة ، والبرزالي ، وابن النجار ، [ ص: 106 ] والضياء ، والمرسي ، والصريفيني ، والمجد الإسفراييني ، وعلي بن يوسف الصوري ، وشمس الدين زكي البيلقاني ، ومفضل القرشي ، وأحمد بن عمر الباذبيني ، والكمال بن طلحة ، وخلق .

                                                                                      وبالإجازة تاج الدين العصروي وابن عساكر ، وعبد الواسع الأبهري ، وزينب الكندية .

                                                                                      توفي في العشرين من شوال سنة سبع عشرة وستمائة .

                                                                                      وقد أجاز له من بغداد قاضي المارستان ، وأبو منصور القزاز . وفيها مات الزاهد الشيخ عبد الله اليونيني ، وعبد الرحمن بن أحمد بن هدية الوراق ، والمحدث عبد العزيز بن هلالة ، وعبد العظيم بن عبد اللطيف الشرابي ، وأمير مكة قتادة بن إدريس الحسني ، وخوارزم شاه علاء الدين محمد بن تكش ، وصاحب حماة المنصور ابن محمد ابن تقي الدين عمر ، ووزير العراق النصير بن مهدي العجمي ، والأمير عماد الدين بن المشطوب .

                                                                                      حكى الأشرف أحمد ابن القاضي الفاضل : حدثني المحب عبد العزيز بن هلالة ، قال : رأيت كأن المؤيد الطوسي قد مات ودفناه ، فلما انصرف الناس وشق القبر وخرج منه النار وهو ينادي : يا محب ما تبصر ما أنا فيه ؟ قلت : ولم يفعل بك هذا ؟ قال : لأخذ الذهب على حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 107 ] ثم حدث المحب بمنام رآه لابن طبرزذ هو في تاريخ ابن العديم .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية