الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ عنب ]

                                                          عنب : العنب : معروف ، واحدته عنبة ؛ ويجمع العنب أيضا على أعناب . وهو العنباء بالمد أيضا ؛ قال :


                                                          تطعمن أحيانا وحينا تسقين العنباء المتنقى والتين     كأنها من ثمر البساتين
                                                          لا عيب إلا أنهن يلهين     عن لذة الدنيا وعن بعض الدين

                                                          [ ص: 293 ] ولا نظير له إلا السيراء ، وهو ضرب من البرود ، هذا قول كراع . قال الجوهري : الحبة من العنب عنبة ، وهو بناء نادر ؛ لأن الأغلب على هذا البناء الجمع نحو قرد وقردة ، وفيل وفيلة ، وثور وثورة ، إلا أنه قد جاء للواحد ، وهو قليل ، نحو العنبة ، والتولة ، والحبرة ، والطيبة ، والخيرة ، والطيرة ؛ قال : ولا أعرف غيره ، فإن أردت جمعه في أدنى العدد ، جمعته بالتاء فقلت : عنبات ؛ وفي الكثير : عنب وأعناب . والعنب : الخمر ؛ حكاها أبو حنيفة ، وزعم أنها لغة يمانية ؛ كما أن الخمر العنب أيضا ، في بعض اللغات ؛ قال الراعي في العنب التي هي الخمر :


                                                          ونازعني بها إخوان صدق     شواء الطير والعنب الحقينا

                                                          ورجل عناب : يبيع العنب .

                                                          وعانب : ذو عنب ؛ كما يقولون : تامر ولابن أي : ذو لبن وتمر . ورجل معنب بفتح النون : طويل . وإذا كان القطران غليظا فهو : معنب ؛ وأنشد :


                                                          لو أن فيه الحنظل المقشبا     والقطران العاتق المعنبا

                                                          والعنبة : بثرة تخرج بالإنسان تعدي . وقال الأزهري : تسمئد ، فترم ، وتمتلئ ماء ، وتوجع ؛ تأخذ الإنسان في عينه ، وفي حلقه ؛ يقال : في عينه عنبة . والعناب : من الثمر ، معروف ، الواحدة عنابة . ويقال له : السنجلان ، بلسان الفرس ، وربما سمي ثمر الأراك عنابا . والعناب : العبيراء ، والعناب : الجبيل الصغير الدقيق ، المنتصب الأسود . والعناب : النبكة الطويلة في السماء الفاردة ، المحددة الرأس ، يكون أسود وأحمر ، وعلى كل لون يكون ؛ والغالب عليه السمرة ، وهو جبل طويل في السماء ، لا ينبت شيئا ، مستدير . قال : والعناب واحد . قال : ولا تعمه أي : لا تجمعه ، ولو جمعت لقلت : العنب ؛ قال الراجز :


                                                          كمرة كأنها العناب

                                                          والعناب : واد . والعناب : جبل بطريق مكة ؛ قال المرار :


                                                          جعلن يمينهن رعان حبس     وأعرض عن شمائلها العناب

                                                          والعناب بالتخفيف : الرجل العظيم الأنف ؛ قال :


                                                          وأخرق مبهوت التراقي مصعد ال     بلاعيم رخو المنكبين عناب

                                                          والأعنب : الأنف الضخم السمج . والعناب : العفل . وعناب المرأة : بظرها ؛ قال :


                                                          إذا دفعت عنها الفصيل برجلها     بدا من فروج البردتين عنابها

                                                          وقيل : هو ما يقطع من البظر . وظبي عنبان : نشيط ؛ قال :


                                                          كما رأيت العنبان الأشعبا     يوما إذا ريع يعني الطلبا

                                                          الطلب : اسم جمع طالب . وقيل : العنبان الثقيل من الظباء ، فهو ضد ؛ وقيل : هو المسن من الظباء ، ولا فعل لهما ؛ وقيل : هو تيس الظباء ، وجمعه عنبان . والعنبب : كثرة الماء ؛ وأنشد ابن الأعرابي :


                                                          فصبحت والشمس لم تقضب     عينا بغضيان ثجوج العنبب

                                                          ويروى : تقضب ويروى : نجوج . وعنبب : موضع ؛ وقيل : واد ؛ ثلاثي عند سيبويه .

                                                          وحمله ابن جني على أنه فنعل ؛ قال : لأنه يعب الماء ، وقد ذكر في عبب .

                                                          وعناب : اسم رجل . وعناب بن أبي حارثة : رجل من طي . والعنابة : اسم موضع ؛ قال كثير عزة :


                                                          وقلت وقد جعلن براق بدر يمينا     والعنابة عن شمال

                                                          وبئر أبي عنبة بكسر العين وفتح النون وردت في الحديث ، وهي بئر معروفة بالمدينة ، عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه عندها لما سار إلى بدر . وفي الحديث ذكر عنابة بالتخفيف : قارة سوداء بين مكة والمدينة ، كان زين العابدين يسكنها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية