الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                صفحة جزء
                                [ ص: 584 ]

                                88 - باب

                                تشبيك الأصابع في المسجد وغيره

                                فيه حديثان:

                                أحدهما:

                                قال:

                                467 481 - ثنا خلاد بن يحيى: ثنا سفيان: عن أبي بردة بن عبد الله بن أبي بردة، عن جده، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: إن المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا - وشبك أصابعه

                                التالي السابق


                                ليس في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حينئذ في المسجد; فلهذا بوب على تشبيك الأصابع في المسجد وغيره.

                                وهذا التشبيك من النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث كان لمصلحة وفائدة، لم يكن عبثا ; فإنه لما شبه شد المؤمنين بعضهم بعضا بالبنيان كان ذلك تشبيها بالقول، ثم أوضحه بالفعل، فشبك أصابعه بعضها في بعض; ليتأكد بذلك المثال الذي ضربه لهم بقوله، ويزداد بيانا وظهورا.

                                ويفهم من تشبيكه: أن تعاضد المؤمنين بينهم كتشبيك الأصابع بعضها في بعض، فكما أن أصابع اليدين متعددة فهي ترجع إلى أصل واحد ورجل واحد، فكذلك المؤمنون وإن تعددت أشخاصهم فهم يرجعون إلى أصل واحد، وتجمعهم أخوة النسب إلى آدم ونوح ، وأخوة الإيمان.

                                [ ص: 585 ] وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم في حديث النعمان بن بشير : "مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى سائره بالحمى والسهر".

                                خرجاه في الصحيحين.

                                وفي رواية: "المؤمنون كرجل واحد، إن اشتكى رأسه تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر".




                                الخدمات العلمية