الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      في الرجل يبيع عبده بيعا فاسدا ثم يهبه البائع لرجل آخر قلت : أرأيت لو أن رجلا باع عبدا له من رجل بيعا فاسدا ثم وهبه البائع لرجل أجنبي ، أيجوز أم لا ؟

                                                                                                                                                                                      قال : إن وهبه بعد البيع بيوم أو يومين قبل أن تحول أسواقه ، وقام الموهوب له على قبض هبته ورد البائع الثمن فذلك جائز ويجبر البائع على رد الثمن ويقال للموهوب له : خذ هبتك وإن كانت أسواقه قد تغيرت لم تجز الهبة فيه لأنه قد صار للمشتري ولزمت المشتري فيه القيمة ، لأن مالكا جعل البيع بينهما فيه مفسوخا ما لم يتغير . فالبيع الفاسد إذا فسخ فإنما يرجع العبد إلى البائع على المالك الأول ، فالهبة فيه جائزة ، لأنه ملك واحد قال : ولو أن البائع أعتق العبد قبل أن تتغير أسواقه بنماء أو نقصان جاز عتقه في العبد إذا رد الثمن ، لأن البيع بينهما مفسوخ قبل أن تحول أسواقه أو [ ص: 399 ] تتغير بنماء أو نقصان ، إلا أن يموت البائع قبل أن تحول أسواق العبد أو تتغير ولم يقم الموهوب له على قبضه ، فلا يكون له شيء بمنزلة من تصدق بصدقة ولم تقبض منه حتى مات المتصدق .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية