الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      ابن الأنماطي

                                                                                      الشيخ العالم الحافظ المجود البارع مفيد الشام تقي الدين أبو الطاهر إسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن بن أبي بكر بن هبة الله الأنصاري المصري الشافعي ، ابن الأنماطي .

                                                                                      قال : ولدت في ذي القعدة سنة سبعين وخمسمائة .

                                                                                      سمع القاضي محمد بن عبد الرحمن الحضرمي ، وهبة الله بن علي البوصيري ، ومحمد بن علي اللبني ، وشجاع بن محمد المدلجي ، وأبا عبد الله الأرتاحي ، وعدة . وارتحل إلى دمشق فسكنها وأكثر عن أبي الطاهر الخشوعي ، والقاسم ابن عساكر ، والطبقة . وسمع بالعراق من أبي الفتح المندائي ، وأبي أحمد بن سكينة ، وحنبل بن عبد الله ، ورجع بحنبل فأسمع " المسند " بدمشق ، وكتب العالي والنازل بخطه الأنيق الرشيق ، وحصل الأصول ، وبالغ في الطلب .

                                                                                      قال عمر بن الحاجب : كان ثقة ، حافظا ، مبرزا ، فصيحا ، واسع الرواية ، حصل ما لم يحصله غيره من الأجزاء والكتب ، وكان سهل [ ص: 174 ] العارية ، وعنده فقه وأدب ومعرفة بالشعر وأخبار الناس ، وكان ينبز بالشر ، سألت الحافظ الضياء عنه فقال : حافظ ثقة مفيد إلا أنه كثير الدعابة مع المرد .

                                                                                      قلت : له مجاميع مفيدة ، وآثار كثيرة ، وضبط لأشياء ، وكان أشعريا .

                                                                                      حدث عنه البرزالي ، والمنذري ، والقوصي ، والكمال الضرير ، والصدر البكري ، وابنه أبو بكر محمد بن إسماعيل ، وآخرون . مات في الكهولة قبل أوان الرواية .

                                                                                      قال ابن النجار : اشتغل من صباه وتفقه وقرأ الأدب ، وسمع الكثير ، وقدم دمشق ، ثم حج سنة إحدى وستمائة ، فذهب إلى العراق ، وكانت له همة وافرة وجد واجتهاد وسرعة قلم واقتدار على النظم والنثر ، ولقد كان عديم النظير في وقته ، كتب عني وكتبت عنه .

                                                                                      وقال الضياء : بات في عافية فأصبح لا يقدر على الكلام أياما ، ثم مات في رجب سنة تسع عشرة وستمائة .

                                                                                      أخبرنا محمد بن مكي القرشي ، أخبرنا القاضي أبو نصر محمد بن هبة الله الشيرازي ، أخبرنا أبو الطاهر إسماعيل بن عبد الله الحافظ ، أخبرنا هبة الله بن علي البوصيري - فذكر حديثا .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية