الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        يسألك أهل الكتاب أن تنـزل عليهم كتابا [ 153 ]

                                                                                                                                                                                                                                        هم اليهود سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يصعد إلى السماء وهم يرونه بلا كتاب ، وينزل ومعه كتاب ؛ تعنتا له - صلى الله عليه وسلم - ، فأعلم الله - جل وعز - أن آباءهم قد تعنتوا موسى - صلى الله عليه وسلم - بأكبر من هذا فقالوا أرنا الله جهرة جهرة نعت لمصدر محذوف أي رؤية جهرة . وقول أبي عبيدة : إن التقدير : فقالوا جهرة في موضع الحال . و أرنا بإسكان الراء بعيدة في العربية ؛ لأنه حذف بعد حذف . فأخذتهم الصاعقة بظلمهم أي بعظيم ما جاؤوا به ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات أي البراهين أنه لا معبود إلا الله - جل وعز - فعفونا عن ذلك وآتينا موسى سلطانا مبينا من الآيات التي جاء بها ، وسميت الآية سلطانا ؛ لأن من جاء بها قاهر بالحجة ، وهي قاهرة للقلوب بأن تعلم أنه ليس في قوى البشر أن يأتوا بمثلها .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية