الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم ؛ يروى في التفسير أن بني قريظة؛ وبني النضير كانوا عاهدوا النبي - صلى الله عليه وسلم - على ترك القتال؛ وعلى أن يعينهم في دياتهم؛ ويعينوه في ديات المسلمين؛ فأصيب رجلان من المسلمين؛ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لهم في دياتهما؛ فوعدوه [ ص: 157 ] لوقت يسير إليهم فيه؛ فسار النبي هو وأبو بكر؛ وعمر؛ وعلي؛ فلما صاروا إليهم هموا بالغدر؛ وأن يقتلوا النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن معه؛ فأوحى الله إليه؛ وأعلمه ما عزموا عليه؛ فخرجوا من المكان الذي كانوا فيه؛ فأعلمهم اليهود أن قدورهم تغلي؛ فأعلمهم - صلى الله عليه وسلم - أنه قد نزل عليه الوحي بما عزموا عليه؛ وهذه من الآيات التي تدل على نبوته؛ وقيل : إن هذا مردود على قوله : اليوم يئس الذين كفروا من دينكم ؛ أي : قد أعطيتم الظفر عليهم؛ فقال : يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم ؛ وكلا الوجهين - والله أعلم - جائز؛ لأن الله - جل ثناؤه - قد أظهر الإسلام على سائر الأديان.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية