الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              49 (باب ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا)

                                                                                                                              وقال النووي: «باب الدليل على أن من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا، ومحمد صلى الله عليه وسلم رسولا، فهو مؤمن، وإن ارتكب المعاصي الكبائر» .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 2 ج2 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              قال صاحب التحرير: معنى «رضيت بالشيء» قنعت به واكتفيت به، ولم أطلب معه غيره؛ فمعنى الحديث: لم يطلب غير الله تعالى، ولم يسع في غير طريق الإسلام، ولم يسلك إلا ما وافق شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، ولا شك في أن من كانت هذه صفته، فقد خلصت حلاوة الإيمان إلى قلبه، وذاق طعمه.

                                                                                                                              [ ص: 145 ] وقال عياض: معنى الحديث: صح إيمانه، واطمأنت به نفسه، وخامر باطنه، لأن رضاه بالمذكورات دليل لثبوت معرفته، ونفاذ بصيرته، ومخالطة بشاشته قلبه، لأن من رضي أمرا سهل عليه.

                                                                                                                              فكذا المؤمن، إذا دخل قلبه الإيمان، سهل عليه طاعات الله تعالى، ولذت له، والله أعلم.

                                                                                                                              وهذا الحديث من إفراد مسلم. ولم يروه البخاري «رح» في صحيحه.




                                                                                                                              الخدمات العلمية