الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ومن سورة النساء

                                                                                                          3015 حدثنا عبد بن حميد حدثنا يحيى بن آدم حدثنا ابن عيينة عن محمد بن المنكدر قال سمعت جابر بن عبد الله يقول مرضت فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني وقد أغمي علي فلما أفقت قلت كيف أقضي في مالي فسكت عني حتى نزلت يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد رواه غير واحد عن محمد بن المنكدر حدثنا الفضل بن الصباح البغدادي حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن المنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه وفي حديث الفضل بن الصباح كلام أكثر من هذا

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( ومن سورة النساء )

                                                                                                          هي مدنية ومائة وخمس أو ست أو سبع وسبعون آية .

                                                                                                          قوله : ( يقول مرضت فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني ) تقدم هذا الحديث في الفرائض وتقدم هناك شرحه حتى نزلت يوصيكم الله في أولادكم كذا وقع في رواية الترمذي هذه ، أعني من طريق يحيى بن آدم عن طريق ابن عيينة عن محمد بن المنكدر وكذا وقع في رواية البخاري عن طريق هشام عن ابن جريج عن ابن منكدر .

                                                                                                          قال الحافظ في الفتح : قوله فنزلت يوصيكم الله في أولادكم ، هكذا وقع في رواية ابن جريج وقيل إنه وهم في ذلك وأن الصواب أن الآية التي نزلت في قصة جابر هذه الآية الأخيرة من النساء وهي يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة لأن جابرا يومئذ لم يكن له ولد ولا والد والكلالة من لا ولد له ولا والد ، وقد أخرجه مسلم عن عمرو الناقد والنسائي عن محمد بن [ ص: 293 ] منصور كلاهما عن ابن عيينة عن ابن المنكدر فقال في هذا الحديث حتى نزلت عليه آية الميراث يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ولمسلم أيضا من طريق شعبة عن ابن المنكدر قال في آخر هذا الحديث فنزلت آية الميراث فقلت لمحمد بن المنكدر يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة قال هكذا أنزلت ، وقد أطال الحافظ الكلام هاهنا في الفتح فعليك أن تراجعه . وقد ذكر الحافظ ابن كثير في تفسير هذه الآية حديث جابر المذكور عن صحيح البخاري من طريق هشام عن ابن جريج عن ابن المنكدر ثم ذكر حديث جابر من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي عن عبد الله بن محمد بن عقيل عنه قال : جاءت امرأة سعد بن الربيع إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالت يا رسول الله هاتان ابنتا سعد بن الربيع ، قتل أبوهما معك في يوم أحد شهيدا الحديث أخرجه الترمذي وغيره ثم قال : والظاهر أن حديث جابر الأول إنما نزل بسببه الآية الأخيرة من هذه السورة فإنه إنما كان له إذ ذاك أخوات ولم يكن له بنات وإنما كان يورث كلالة ولكن ذكرنا الحديث هاهنا تبعا للبخاري فإنه ذكره ها هنا ، والحديث الثاني عن جابر أشبه بنزول هذه الآية . انتهى .

                                                                                                          قوله : ( وفي حديث الفضل بن صباح كلام أكثر من هذا ) أي حديث الفضل بن صباح أطول من حديث يحيى بن آدم المذكور ، وحديث الفضل بن صباح هذا تقدم في باب ميراث الأخوات .




                                                                                                          الخدمات العلمية